محتويات
- ١ سورة يس
- ٢ سبب نزول سورة يس
- ٣ فضل سورة يس
- ٤ المراجع
سورة يس تُعدّ سورة يس من السّور المكيّة التي نزلت على محمد -عليه الصّلاة والسّلام- في مكّة المُكرّمة، ويبلغ عدد آياتها ثلاث وثمانين آيةً، وقد تنوّعت المواضيع التي تناولتها السّورة؛ فقد تحدّثت عن الإيمان بالبعث والنّشور، وكذلك جاء فيها ذكر قصّة أهل القرية، كما ذكرت الأدلّة والبراهين التي تُثبِت وحدانيّة الله تعالى وتُفرِده بالخلق والعبادة، وقد افتتح الله عزّ وجلّ السّورة بحروف مُقطّعة: (يس) والتي تدلّ على إعجاز القرآن الكريم الذي تحدّى به الله سبحانه وتعالى الكافرين أن يأتوا بمثله، ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا، فتفسير هذه الحروف من علم الغيب لا أحد يعلم معناها غير الله عز وجل. تُعتَبر هذه السّورة قلب القرآن؛ لما تحوي من مواضيع ذات أهميّة قيّمة في إثبات البعث والنّشور، وقد حثَّ النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- المسلمين على قراءتها على الموتى لمِا لها من فوائِد عظيمة لهم.
سبب نزول سورة يس تناولت سورة يس العديد من المواضيع، وقد كان لكل مجموعة من الآيات سبب نزول خاصّ فيها، ومن أسباب نزول سورة يس ما يأتي:[١]
- قال الله عزَّ وجلّ: (يس *وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ *عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ *لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ *وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ *)؛[٢] سبب نزول هذه الآيات كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (كان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يقرأ في المسجد، فيجهر بالقراءة، حتى تأذى به ناس من قريش؛ حتّى قاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم، وإذا هم لا يبصرون، فجاؤوا إلى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام ، فقالوا: ننشدك الله والرحم يا محمد! ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبيّ عليه الصّلاة والسّلام فيهم قرابة، فدعا النبي عليه الصّلاة والسّلام حتى ذهب ذلك عنهم).[٣] يُظهر الحديث الوارد في سبب نزول هذه الآيات عظيم قدرة الله عزَّ وجل وحفظه لنبيّه عليه الصّلاة والسّلام، وردّ كيد كفّار قريش في نحورهم.
- قال الله عزَّ وجلّ: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)؛[٤] وسبب نزول هذه الأية كما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان بنو سلمة في ناحية من المدينة، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) فقال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (إن آثاركم تكتب) فلم ينتقلوا.[٥] يُبيّن الحديث النبويّ الشّريف الوارد في سبب نزول هذه الآية أنّ كل ما يعمله الإنسان من خير يُكتَب له أجره، والعكس كذلك، فعندما أراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى جوار المسجد النبويّ الشّريف ليكونوا قريبين من رسول الله عليه الصّلاة والسّلام من جهة، ويتعبّدوا في مسجده من جهة أخرى، جاءهم جواب من عند الله عزَّ وجلّ أنَّ آثارهم تُكتب فلم ينتقلوا من مكانهم.
- قال الله عزَّ وجلّ: (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ* وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ *قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)؛[٦] سبب نزول هذه الآيات: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله: (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ) إلى قوله: (وَهِيَ رَمِيمٌ)؛ قال: جاء عبد الله بن أُبيّ إلى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام بعظم حائل فكسره بيده، ثم قال: يا محمد! كيف يبعث الله هذا وهو رميم؟! فقال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام : (نعم؛ يحيي الله هذا ويميتك ويدخلك النّار).[٧] تحدّثت هذه الآيات عن البعث يوم القيامة وقدرة الله عزَّ وجلّ على إحياء الموتى.
فضل سورة يس لسورة يس فضائل كثيرة ومُهمّة، كما أنَّ سورة يس تمتاز بإثبات يوم الحشر والبعث والنّشور يوم القيامة بشكلٍ أظهر ممّا في غيرها من سور القرآن الكريم، ومن هنا كان سرّ تسميتها بقلب القرآن، وقد رُوي أنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قال في فضلها: (قلبُ القرآنِ يس، لا يقرؤُها رجلٌ يريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرةَ إلَّا غفر اللهُ له اقرؤُوها على موتاكم).[٨]
من فضائل سورة يس ما يأتي: [٩]
- تهوّن على الميت سكرات الموت: فإن سورة يس تهوّن على الميّت سكرات الموت لما يروي أبو الدّرداء عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (ما من ميّت يموت فيقرأ عنده (يس) إلّا هوّن الله عليه).[١٠]
- تقضي الحاجة: من أراد حاجة فليقرأ سورة يس، فإن لقراءتها أثراً خاصّاً بتقدير الله وإرادته ومشيئته لمن كان له حاجة، فقد وعد بقضائها إن قرأها.
- تُليّن القلب: إنّ آيات سورة يس العظيمة التي تحثّ وتدعو إلى توحيد الله، وتُذكّر بالبعث والنّشور، ولما فيها من أسلوبٍ فريد في ذكر القصص عن الأمم والأقوام السّابقة تُؤدّي إلى تليين قلب قارئها لدقّة معانيها وقوتّها.
المراجع ↑ سليم بن عيد الهلالي ، محمد بن موسى آل نصر (1425هـ)، الاستيعاب في بيان الأسباب «أول موسوعة علمية حديثية محققة في أسباب نزول آي القرآن الكريم» (الطبعة الأولى)، السعودية: دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، صفحة 151-157، جزء 3. بتصرّف. ↑ سورة يس، آية: 1-10. ↑ رواه الشوكاني، في فتح القدير، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 509/4، في الباب روايات في سبب نزول ذلك هذه الرواية أحسنها وأقربها إلى الصحة. ↑ سورة يس، آية: 12. ↑ رواه الأباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1451/7، إسناده ضعيف لكن يقويه أن له شاهد. ↑ سورة يس، آية: 77-83. ↑ رواه ابن عثيمين، في تفسير سورة يس، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 293، ضعيف. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن معقل بن يسار، الصفحة أو الرقم: 2/319. ↑ عبد القادر محمد منصور (2002)، موسوعة علوم القرآن (الطبعة الأولى)، حلب: دار القلم العربي، صفحة 235. بتصرّف. ↑ رواه البوصيري، في إتحاف الخيرة المهرة، عن ابو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 431/2، سنده ضعيف وله شاهد.