سكرات الموت وشدته

سكرات الموت وشدته

الموت هو حالة توقف قلب الإنسان عن النبض، وتوقفه بذلك عن الحركة والأداء مثل التنفس والمشي والأكل والشرب ونحوه، ولا يمكن للجسد أن يعود بعد الموت لأداء تلك الوظائف التى سبق وذكرنا بعضا منها؛ أما عن أسباب الموت فقد يكون الموت من دون أي سبب سواء بانقضاء أجل الإنسان المقدر له من ربه تبارك وتعالى،وقد يكون له سبب أو عدة أسباب كالمرض أو الإصابة بعارض ما أو نحو ذلك.

وللموت لحظة تخرج فيها الروح، وهي من أشد اللحظات التي يمر بها الإنسان، وتسمى بسكرات الموت وهي لحظة خروج الروح من الإنسان، فمن دونها يصبح الإنسان جسدا غير قابل للعمل ولا فائدة منه، فيشعر الإنسان في تلك اللحظة بألم يهد الجبال، وتذوب أمامه الشم الثقال، إنه ألم مفارقة الدنيا والذهاب الى الحياة الأخرى، حياة البرزخ هناك حيث حياة الظلمة والوحشة والخوف، حياة القبر عندما يوارى الإنسان بالتراب.

ولقد قال تعالى في كتابه الكريم عن الموت: "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد" فسكرة الموت هي من أشد العواقب التي يواجهها الإنسان قبل رحيله عن هذه الدنيا، فهي تحمل الكثير من الآلام والمواجع التي تلف الإنسان من كل جانب ومن كل مكان، فمن جهة يشعر الإنسان بالمرض والذي قد يكون السبب في موته، ومن جهة أخرى يشعر الإنسان بالضعف وقلة الحيلة وعدم القدرة على التحرك بسبب هذا الألم الشديد الذي يتملكه، ومن جهة أخرى يشعر الإنسان بصعوبة بالغة جدا في نطق الكلمات وإخراجها من الفم، وحتى أنه من جهة أخرى يواجه حزن الأهل والأحبة والأصدقاء وبكائهم عليه مما يزيد من حالته سوءا ويزيده خوفا وهلعا، ومن جهة أخرى يواجهه ألم مفارقة المال الذي تعب في سبيل جمعه في الدنيا، وكذلك يحزن لفراق بيته الذي ما بناه بالسهولة، ويواجهه ألم مفارقة كل شيئ قد تعب من أجله لأنه سيتركه الآن، فهذا يسبب له الألم الشديد الذي يهد الجبال وتذوب منه الشم الثقال.

ويمر الإنسان بتلك المرحلة وهي مرحلة سكرات الموت بأصعب وأقسى المراحل فيكشف الغطاء عن بصره كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد"، فيرى الإنسان حوله ملائكة الرحمة وملائكة العذاب يتناقشون في حاله، فنظره إليهم وهو ينتظر من الحكم وكيف سيكون ذلك هل سيكون من أهل الرحمة فتقبضه ملائكة الرحمة، أم أنه سيكون والعياذ بالله من أهل النار فتقبضه ملائكة العذاب بكل قسوة.

أما عن الأمور التي قد تخفف سكرات الموت عن الإنسان المسلم فهي صلته لقرابته ورحمه، وبره بوالديه، كما قال صلى الله عليه وسلـم: " من أحب أن يخفف الله عز وجل عنه سكرات الموت فليكن لقرابـته وصـولا وبوالـديه بـارا، فإذا كان كذلـك هون الله عليه سكرات الـموت ولم يصـبه في حيـاته فقـر أبدا".

المقالات المتعلقة بسكرات الموت وشدته