سورة الحديد سورة الحديد هي سورة مدنيّة أي أنها نزلت على الرسول صلّى الله عيه وسلّم في المدينة المنورة، يبلغ عدد آياتها تسعاً وعشرين آية، وتأخذ الترتيب الخامس والسبعين ما بين سور القرآن الكريم. وسميت سورة الحديد بهذا الاسم لذكر الحديد فيها، وهو قوّة الإنسان في الحرب والسلم وعدته في العمران والبنيان.
محور مواضيع السورة
تناولت سورة الحديد الحديث عن القضايا التي تعنى بالتربية والتشريع والتوجيه، وتبني المجتمع الإسلامي على أساس الخلق الكريم والعقيدة الصافية، كذلك ثلاث مواضيع رئيسة وهي: أن الكون كله لله سبحانه وتعالى، هو مبدعه وخالقه، والمتصرّف فيه بما يشاء، ووجوب التضحية بالنفس ورفع منار الإسلام، وتصوير حقيقة الدنيا بما فيها من متاع خادع وبهرج.
أسباب نزول السورة
- عن ابن عمر قال بينما النبيّ عليه السلام جالس وعنده أبو بكر وعليه عباءة قد خلها على صدره بخلال، فنزل جبريل عليه السلام أقرأه من الله السلام وقال: يا محمد مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال، فقال النبيّ عليه السلام: يا جبريل ماله قبل الفتح عليّ. قال فأقرأه من الله عزّ وجلّ، السلام، وأخبره بأنّ ربك يقول لك: أراضٍ أَنت عَنِّي في فقرك هذا أم ساخط؟. فبكى أبو بكر، وقال: على ربي أغضب؟ أنا عن ربي راضٍ أنا عن ربي راضٍ.
- آية رقم (16) (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج الرسول عليه السلام على نفر من أصحابه في المسجد وهم يضحكون فسحب رداءه ووجهه محمر، فقال لهم: أتضحكون ولم يأتكم أمان من ربكم بأنه غفر لكم، فقالوا يا رسول الله ما كفارة ذلك؟ قال عليه السلام أن تبكون بقدر ما ضحكتم، فنزلت هذه الآية الكريمة.
- عندا قدم المؤمنون إلى المدينة من رفاهية العيش ولينها ففتروا عن بعض ما كانوا عليه فعوتبوا، ونزلت هذه الآية (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه)، قال ابن مسعود : ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلّا أربع سنوات.
- عن مقاتل بن حيان قال: عندما نزلت هذه الآية (أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَينِ بمَا صَبَرُوا)، فرح مؤمنوا أهل الكتاب وفخروا على أصحاب النبي وقالو لهم لنا أجران ولكم أجر، فاشتدّ ذلك على الصحابة، فأنزل الله عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَينِ مِنْ رَحمَتِهِ، فجعل الله لهم أجرين كأجر أهل الكتاب.