دمشق هي عاصمةُ دولة سوريا، وتقع إلى الجنوب منها، وتُعدُّ مدينة دمشق من أقدم مدن العالم، فقد استوطن فيها الإنسان منذ الألف الثانية قبل الميلاد، وما زالت منذ ذلك الوقت عامرةً بالحياة، وتبلغ مساحة مدينة دمشق العريقة مئةً وخمسةَ كيلومترات مُربّعة، فيما يصل عدد سُكانها إلى مليون وتسعمئةٍ وتسعة وأربعين ألف نسمة، وذلك بحسب الإحصائيات المتوفرة لعام 2013م، أما بالنسبة لسبب تسمية مدينة دمشق بهذا الاسم فسوف نتحدث عنه في هذا المقال.
سبب تسمية دمشقلقد ذُكرت دمشق في وثيقة (رُقم مدينة إيبلا) التي تعود إلى حوالي عام 2000 ق.م، وذلك باسم "داماسكي"، كما ورد ذكرها أكثرَ من مرَّة في النصوص الفرعونيّة القديمة، منها: ألواح تحتمس الثالث، ويعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وذُكرت دمشق حينها باسم تيمساك، أما في رسائل تلّ العمارنة فورد اسمها "تيماشكي".
حملت دمشق العديد من المُسمّيات المُختلفة مع تعاقب الحضارات عليها؛ ففي عهد الآشوريين مثلاً أُطلق عليها اسم دَمَشْقا، أما الآراميون فلقبوا المدينة باسم ديماشقو، أو دارميساك، أو دارميسيق بحسب ما ورد في بعض النصوص الآراميّة، ومعنى تلك الأسماء الأرض المسقيّة، أو المكان الوافر بالمياه، أو أرض الحجر الكلسيّ أيضاً.
في العصور الأنتيكيّة استُخدمت اللغة اللاتينية، فأصبح اسم المدينة "داماسْكُس"، وفي فترة الفتوحات الإسلامية للشام اشتهرت دمشق بالعديد من الأسماء؛ مثل: "دمشق الشام" لتفرقتها عن مدينة "دمشق العرب" الواقعة في الأندلس حينها، كما سُمّيت بذاتَ العِماد؛ لكثرة الأعمدة في مبانيها، وباب الكعبة؛ لوقوعها على طريق مكّة، والفَيْحَاء أيضاً؛ لاتساعها ورائحتها الطيّبة، كما سُميت بجِلَّق، وحصن الشام، وفسطاط المسلمين، وسُميت كذلك بالشّام.
ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد تحديد حاسمٌ لأصل تسمية دمشق بهذا الاسم؛ فالبعض يُرجع أصل الكلمة إلى العربيّة، فكلمة دَمْشَقَ تعني (إذا أسرع)، وقيل إنّ أبناء المدينة (دَمْشَقوا)؛ أي أنّهم أسرعوا في بنائها، في حين يرى معظم المؤرخين أنّ أصل كلمة دمشق يعودُ إلى السريانيّة، أو اللاتينيّة حيثُ لفظة دُومَسْكَس المشتقة منها كلمة دمشق، وتعني المسك أو الرائحة الطيِّبة، فيما يُرجّح البعض الآخر أنّها سُمّيت على اسم القائد اليونانيّ دماس الذي أسَّسَ المدينة، فيما يروح آخرون لأبعد من ذلك؛ حيثُ يعتقدون أنّ كلمة دمشق مأخوذةٌ من اسم أحد أحفاد النبي نوح (دَمَاشِق).
موقع مدينة دمشقتقعُ مدينةُ دمشق على الناحية الغربيّة لحوض دمشق، وتُحيطها سلاسل جبال القلمون، ولبنان الشرقيّة من الشمال والغرب، فيما تقع المُرتفعات البركانيّة لحوران والجولان إلى الجنوب والشرق منها، فيما تقع دمشق العتيقة على بعد عشرة كيلومترات من خانق الربوة على الضفة الجنوبية لنهر بردى الشهير، وهو شريان الحياة في المدينة؛ حيثُ يعود له الفضل في إنعاش الحياة في دمشق التي كانت تشوبها تأثيراتُ بادية الشام، وتمنع الجبال الغربيّة عنها المطر القادم من جهة البحر الأبيض المتوسط.
المقالات المتعلقة بسبب تسمية دمشق