ساحل البحر الأحمر

يعرف بعدة مسميّات كبحر القلزم وبحر الحبشة، ويحظى البحر الأحمر بأهمية كبيرة بحكم موقعه بين قارّتي إفريقيا وآسيا؛ ويُعتبر مضيق باب المندب حلقة الوصل ما بين البحر الأحمر والمحيط الهندي من الناحية الجنوبيّة، أمّا من الناحية الشمالية فيشترك بحدود مع كل من شبه جزيرة سيناء، وخليج السويس، وخليج العقبة، وقد حددّ الصندوق العالمي للحياة البرية بأنّ البحر الأحمر قد أصبح محميّة بيئيّة ضمن 200 محميّة بيئيّة.

تمتد مساحة البحر الأحمر إلى مسافة تُقدّر بأكثر من 438.000 كم2، بطول يصل إلى 2250 كيلومتراً، ويقع فوق جزء كبير من الوادي المتصدع الكبير؛ ويمتاز بوجود عدد من الأرصفة الضحلة ذات الامتداد الواسع الغنية بالكائنات البحرية والشعاب المرجانية.

يُعّد البحر الأحمر واحداً من أكثر البحار ملوحةً على مستوى العالم، وذلك نظراً لارتفاع نسبة التبخّر إلى حد يصل إلى 36% في النواحي الجنوبية منه، أمّا في الأجزاء الشمالية فترتفع إلى 41%.

يُشرف عدد كبير من الدول العربية على البحر الأحمر في المنطقة المحصورة بين شبه الجزيرة العربيّة وإفريقيا، ويشمل ذلك كلاً من السعودية، والأردن، ومصر، والسودان، واليمن، وإريتريا، وجيبوتي؛ ففي مصر يصل طول سواحله إلى نحو 1080 كيلومتراً بدءاً من خليج السويس ووصولاً إلى الشمال حيث حدود السودان، وتعتبر هذه المناطق من أكثر الأماكن السياحيّة أهمية للغوص والاستحمام تحت الشمس.

أمّا سواحله مع السعودية فتعرف بسهول تهامة؛ ويمتد طوله إلى أكثر من 2400 كيلومتر بدءاً من خليج العقبة في الشمال وصولاً إلى الجنوب حيث الحدود السعودية اليمنيّة، وتختلف مساحة عرض سهل تهامة من مكان إلى آخر، حيث يبدأ بالاتساع شيئاً فشيئاً كلما اتجهنا من الشمال نحو الجنوب، وتمتاز سهول تهامة بوفرة الشعاب المرجانيّة التي تمنح الساحل السعودي على البحر الأحمر جمالاً أخّاذاً؛ ويتمثل ذلك بوفرة أكثر من مئتي نوع من الشعاب المرجانيّة المتفاوتة في الشكل واللون والنوع.

هناك ما يُسمى بريفيرا البحر الأحمر؛ وتشمل هذه المنطقة كافة المدن السياحيّة الممتدة فوق السواحل المصريّة على البحر الأحمر وصولاً إلى السواحل الغربيّة والشمالية من خليج العقبة، وتشمل كلاً من شرم الشيخ، ونويبع، وطابا، ودهب، والعين السخنة، والجونة، وخليج مقادي، وسيرينا، وبورت غالب، ومرسي علم، أمّا في السواحل الأردنيّة فتنضم العقبة لمنطقة ريفيرا البحر الأحمر، ومدينة إيلات الإسرائيليّة أيضاً.

تقسم السواحل المشرفة على البحر الأحمر إلى عدة أقسام وفقاً لموقع الدول المطلة عليها، وهي: السواحل الشرقيّة وتشمل السعودية واليمن، السواحل الغربيّة وتضم إرتيريا، والسودان، ومصر، أمّا السواحل الشماليّة فتشمل مصر، والأردن، وفلسطين، كما تشرف إرتيريا من السواحل الجنوبية إلى جانب جيبوتي.