ديوان النابغة الذبياني

ديوان النابغة الذبياني

 

الذبياني هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر، لقب بالنابغة نظراً لإبداعه بالشعر، فقد كان لشعره مكانة مرموقة ومميزة في الجاهلية، لأنه كان يلمس الواقع الذي يعيشه ويصفة بكلمات سهلة وبسيطة.

 

محتويات

  • ١ ديوان النابغة الذبياني
    • ١.١ أمن آل مية
    • ١.٢ أبلغ بني ذبيان
    • ١.٣ أتاركة تدللها قطام
    • ١.٤ يا دار مية
    • ١.٥ أمحمول على النعش الـهمام
    • ١.٦ بقية قدر
    • ١.٧ ذات الصفا

ديوان النابغة الذبياني أمن آل مية

أمن آل مية رائح أو مغتدعجلان ذا زاد وغير مزود

أفد الترحل غير أن ركابنالما تزل برحالنا وكأن قد

زعم البوارح أن رحلتنا غداًوبذاك خبرنا الغداف الأسود

لا مرحباً بغد ولا أهلاً بهإن كان تفريق الأحبة في غد

حان الرحيل ولم تودع مهدداًوالصبح والإمساء منها موعدي

في إثر غانية رمتك بسهمهافأصاب قلبك غير أن لم تقصد

غنيت بذلك إذ هم لك جيرةمنها بعطف رسالة وتودد

ولقد أصابت قلبه من حبهاعن ظهر مرنان بسهم مصرد

نظرت بمقلة شادن مترببأحوى أحم المقلتين مقلد

والنظم في سلك يزين نحرهاذهب توقد كالشهاب الموقد

صفراء كالسيراء أكمل خلقهاكالغصن، في غلوائه، المتأود

والبطن ذو عكن، لطيف طيهوالإتب تنفجه بثدي مقعد

محطوطة المتنين، غير مفاضةريا الروادف، بضة المتجرد

قامت تراءى بين سجفي كلةكالشمس يوم طلوعها بالأسعد

أو درة صدفية غواصهابهج، متى يرها يهل ويسجد

أو دمية من مرمر، مرفوعةبنيت بآجر، تشاد، وقرمد

سقط النصيف، ولم ترد إسقاطهفتناولته، واتقتنا باليد

بمخضب رخص، كأن بنانهعنم، يكاد من اللطافة يعقد

نظرت إليك بحاجة لم تقضهانظر السقيم إلى وجوه العود

تجلو بقادمتي حمامة أيكةبرداً أسف لثاته بالإثمد

كالأقحوان، غداة غب سمائهجفت أعاليه، وأسفله ندي

زعم الـهمام بأن فاها باردعذب مقبله، شهي المورد

زعم الـهمام، ولم أذقه، أنهعذب، إذا ما ذقته قلت: ازدد

زعم الـهمام، ولم أذقه، أنهيشفى، بريا ريقها، العطش الصدي

أخذ العذارى عقدها، فنظمنهمن لؤلؤ متتابع، متسرد

لو أنها عرضت لأشمط راهبعبد الإله، صرورة متعبد

لرنا لبهجتها، وحسن حديثهاولخاله رشداً وإن لم يرشد

بتكلم، لو تستطيع سماعهلدنت لـه أروى الـهضاب الصخد

وبفاحم رجل، أثيث نبتهكالكرم مال على الدعام المسند

فإذا لمست لمست أجثم جاثماًمتحيزاً بمكانه، ملء اليد

وإذا طعنت طعنت في مستهدفرابي المجسة، بالعبير مقرمد

وإذا نزعت نزعت عن مستحصفنزع الحزور بالرشاء المحصد

وإذا يعض تشده أعضاؤهعض الكبير من الرجال الأدرد

ويكاد ينزع جلد من يصلى بهبلوافح، مثل السعير الموقد

لا وارد منها يحور لمصدرعنها ولا صدر يحور لمورد

 

أبلغ بني ذبيان

أبلغ بني ذبيان أن لا أخا لهمبعبس إذا حلوا الدماخ فأظلما

بجمع، كلون الأعبل الجون لونهترى، في نواحيه، زهيراً وحذيما

هم يردون الموت، عند لقائهإذا كان ورد الموت، لا بد، أكرما

 

أتاركة تدللها قطام

أتاركة تدللها قطام

وضناً بالتحية والكلام

فإن كان الدلال، فلا تلجي

وإن كان الوداع، فبالسلام

فلو كانت غداة البين منت

وقد رفعوا الخدور على الخيام

صفحت بنظرة فرأيت منها

تحيت الخدر، واضعة القرام

ترائب يستضيء الحلي فيها

كجمر النار بذر بالظلام

كأن الشذر والياقوت، منها

على جيداء فاترة البغام

خلت بغزالها ، ودنا عليها

أراك الجزع أسفل من سنام

تسف بريره وترود فيه

إلى دبر النهار، من البشام

كأن مشعشعاً من بصرى

نمته البخت، مشدود الختام

نمين قلاله من بيت راس

إلى لقمان في سوق مقام

غذا فضت خواتمه علاه

يبيس القمحان من المدام

على انيابها بغريض مزن

تقبله الجباه من الغمام

فأضحت في مداهن باردات

بمنطلق الجنوب على الجهام

تلذ لطعمه ، وتخال فيه

إذا نبهتها، بعد المنام

فدعها عنك إذ شطت نواها

ولجت من بعادك في غرام

ولكن ما أتاك عن ابن هند

من الحزم المبين والتمام

فداء ما تقل النعل مني

إلى أعلى الذؤابة للهمام

ومغزاه قبائل غائظات

على الذهيوط في لجب لهام

يقدن مع امرىء يدع الهوينا

ويعمد للمهمات العظام

أعين على العدو بكل طرف

وسلهبة تجلل في السمام

وأسمر مارن يلتاح، فيه

سنان، مثل نبراس النهام

وأنبأه المنبىء أن حياً

حلولاً من حرام أو جذام

و أن القوم نصرهم جميع

فئام مجلبون إلى فئام

فأوردهن بطن الأتم

شعثاً يصن المشي كالحدإ التوام

على إثر الأدلة والبغايا

وخفق الناجيات من الشآم

فباتوا ساكنين، وبات يسري

يقربهم له ليل التمام

فصبحهم بها صهباء صرفاً

كأن رؤوسهم بيض النعام

فذاق الموت من بركت عليه

وبالناجين أظفار دوام

وهن كأنهن نعاج رمل

يسوين الذيول على الخدام

يوصين الرواة ، إذا ألموا

بشعث مكرهين على الفطام

وأضحى ساطعاً بجبال حمسى

دقاق الترب مختزم القتام

فهم الطالبون ليدركوه

وما راموا بذلك من مرام

إلى صعب المقادة ذي شريس

نماه ، في فروع المجد ، نام

أبوه قبله وأبو أبيه

بنوا مجد الحياة على إمام

فدوخت العراق فكل قصر

يجلل خندق منه ، وحام

وما تنفك محلولاً عراها

على متناذر الأكلاء طام

 

يا دار مية

يا دار مية بالعلياء، فالسندأقوت، وطال عليها سالف الأبد

وقفت فيها أصيلاناً أسائلهاعيت جواباً، وما بالربع من أحد

إلا الأواري لأياً ما أبينهاوالنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد

ردت عليه أقاصيه، ولبدهضرب الوليدة بالمسحاة في الثأد

خلت سبيل أتي كان يحبسهورفعته إلى السجفين، فالنضد

أمست خلاءً، وأمسى أهلها احتملواأخنى عليها الذي أخنى على لبد

فعد عما ترى، إذ لا ارتجاع لـهوانم القتود على عيرانة أجد

مقذوفة بدخيس النحض، بازلهالـه صريف، صريف القعو بالمسد

كأن رحلي، وقد زال النهار بنايوم الجليل، على مستأنس وحد

من وحش وجرة، موشي أكارعهطاوي المصير، كسيف الصيقل الفرد

سرت عليه، من الجوزاء، ساريةتزجي الشمال عليه جامد البرد

فارتاع من صوت كلاب، فبات لـهطوع الشوامت من خوف ومن صرد

فبثهن عليه، واستمر بهصمع الكعوب بريئات من الحرد

وكان ضمران منه حيث يوزعهطعن المعارك عند المحجر النجد

شك الفريصة بالمدرى، فأنفذهاطعن المبيطر، إذ يشفي من العضد

كأنه، خارجا من جنب صفحتهسفود شرب نسوه عند مفتأد

فظل يعجم أعلى الروق، منقبضاًفي حالك اللون صدق، غير ذي أود

لما رأى واشق إقعاص صاحبهولا سبيل إلى عقل، ولا قود

قالت لـه النفس: إني لا أرى طمعاًوإن مولاك لم يسلم، ولم يصد

فتلك تبلغني النعمان، إن لـهفضلاً على الناس في الأدنى، وفي البعد

ولا أرى فاعلاً، في الناس، يشبههولا أحاشي، من الأقوام، من أحد

إلا سليمان، إذ قال الإلـه له:قم في البرية، فاحددها عن الفند

وخيس الجن! إني قد أذنت لـهميبنون تدمر بالصفاح والعمد

فمن أطاعك، فانفعه بطاعتهكما أطاعك، وادلله على الرشد

ومن عصاك، فعاقبه معاقبةًتنهى الظلوم، ولا تقعد على ضمد

إلا لمثلك،أو من أنت سابقهسبق الجواد، إذا استولى على الأمد

أعطى لفارهة، حلو توابعهامن المواهب لا تعطى على نكد

الواهب المائة المعكاء، زينهاسعدان توضح في أوبارها اللبد

والأدم قد خيست فتلاً مرافقهامشدودةً برحال الحيرة الجدد

والراكضات ذيول الريط، فانقهابرد الـهواجر، كالغزلان بالجرد

والخيل تمزع غرباً في أعنتهاكالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد

احكم كحكم فتاة الحي، إذ نظرتإلى حمام شراع، وارد الثمد

يحفه جانبا نيق، وتتبعهمثل الزجاجة، لم تكحل من الرمد

قالت: ألا ليتما هذا الحمام لناإلى حمامتنا ونصفه، فقد

فحسبوه، فألفوه، كما حسبتتسعاً وتسعين لم تنقص ولم تزد

فكملت مائةً فيها حمامتهاوأسرعت حسبةً في ذلك العدد

فلا لعمر الذي مسحت كعبتهوما هريق، على الأنصاب، من جسد

والمؤمن العائذات الطير، تمسحهاركبان مكة بين الغيل والسعد

ما قلت من سيء مما أتيت بهإذاً فلا رفعت سوطي إلي يدي

إلا مقالة أقوام شقيت بهاكانت مقالتهم قرعاً على الكبد

إذاً فعاقبني ربي معاقبةًقرت بها عين من يأتيك بالفند

أنبئت أن أبا قابوس أوعدنيولا قرار على زأر من الأسد

مهلاً، فداء لك الأقوام كلهموما أثمر من مال ومن ولد

لا تقذفني بركن لا كفاء لـهوإن تأثفك الأعداء بالرفد

فما الفرات إذا هب الرياح لـهترمي أواذيه العبرين بالزبد

يمده كل واد مترع، لجبفيه ركام من الينبوت والخضد

يظل، من خوفه، الملاح معتصماًبالخيزرانة، بعد الأين والنجد

يوماً، بأجود منه سيب نافلةولا يحول عطاء اليوم دون غد

هذا الثناء، فإن تسمع به حسناًفلم أعرض، أبيت اللعن، بالصفد

ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعتفإن صاحبها مشارك النكد

 

أمحمول على النعش الـهمام

ألم أقسم عليك لتخبرنيأمحمول على النعش الـهمام

فإني لا ألام على دخولولكن ما وراءك يا عصام

فإن يهلك أبو قابوس يهلكربيع الناس والشهر الحرام

ونمسك بعده بذناب عيشأجب الظهر ليس لـه سنام

 

بقية قدر

بخالة أو الذنابة أو سوىمظنة كلب أو مياه المواطر

ترى الراغبين العاكفين ببابهعلى كل شيزى أترعت بالعراعر

لـه بفناء البيت سوداء فخمةتلقم أوصال الجزور العراعر

بقية قدر من قدور تورثتلآل الجلاح كابراً بعد كابر

تظل الإماء يبتدرن قديمهاكما ابتدرت سعد مياه قراقر

وهم ضربوا أنف الفزاري بعدماأتاهم بمعقود من الأمر قاهر

أتطمع في وادي القرى وجنابهوقد منعوا منه جميع المعاشر

 

ذات الصفا

ألا أبلغا ذبيان عنى رسالةًفقد أصبحت عن منهج الحق جائره

أجدكم لن تزجروا عن ظلامةسفيهاً ولن ترعوا لذي الود آصره

فلو شهدت سهم وأبناء مالكفتعذرني من مرة المتناصره

لجاؤوا بجمع، لم ير الناس مثلهتضاءل منه، بالعشي، قصائره

ليهنىء لكم قد نفيتم بيوتنامندى عبيدان المحلىء باقره

وإني لألقى من ذوي الضغن منهموما أصبحت تشكو من الوجد ساهره

كما لقيت ذات الصفا من حليفها؛وما انفكت الأمثال في الناس سائره

فقالت لـه: أدعوك، للعقل، وافياًولا تغشيني منك بالظلم بادره

فواثقها بالله، حين تراضيافكانت تديه المال غباً، وظاهره

فلما توفى العقل، إلا أقلهوجارت به نفس، عن الحق جائره

تذكر أنى يجعل الله جنةًفيصبح ذا مال، ويقتل واتره

فلما رأى أن ثمر الله مالهوأثل موجوداً، وسد مفاقره

أكب على فأس يحد غرابهامذكرة، من المعاول، باتره

فقام لـها من فوق جحر مشيدليقتلها، أو تخطىء الكف بادره

فلما وقاها الله ضربة فأسه؛وللبر عين لا تغمض ناظره

فقال: تعالى نجعل الله بينناعلى ما لنا أو تنجزي لي آخره

فقالت: يمين الله أفعل، إننيرأيتك مسحوراً، يمينك فاجره

أبى لي قبر، لا يزال مقابلىوضربة فأس فوق رأسي فاقره

 

المقالات المتعلقة بديوان النابغة الذبياني