شعر الزهد هو نوع من أنواع الشعر التي ظهرت في العصر العباسي، والتي تدعو إلى ترك ملذات الدنيا، ونعيمها، والتوجّه إلى الله والإخلاص لوجهه، مقابل تيار آخر ظهر في نفس الفترة الزمنية يدعو إلى الترف، والعيش الماجن، والفجور، ومن أشهر الشعراء الذين عرفوا بنظم هذا النوع من الشعر: أبو العتاهية، وصالح بن عبدالقدوس.
كان موضوع الزهد معروفاً لدى شعراء الأندلس ،وبدا واضحاً في شعرهم أكثر من غيره، ولقد كان ابن زمنين من شعراء القرن الرابع الهجري أحد أشهر الشعراء الذين أخرجوا هذا النوع من الشعر إلى حيّز الوجود، وأبرزه بين صنوف الشعر الأخرىفشعر الزهد يظهر حال الشعراء الذين تخبّطت بهم الحياة بعد تقدّمهم بالسن، وترفّعهم عن كلّ ما يشغل النفس، والروح عن التعلّق بالله، ونعيم الآخرة، وملذّاتها، ودعواهم إلى التقشف، والعزوف عن الدنيا ومتاعها، والبعد عن الملذات، والتحكّم في الشهوات، وضبطها طمعاً في الجنة ونعيمها.
شهد القرن الخامس الهجري تحولا واضحا في بنية الشعر الزهد ،حيث أصبح أكثر تنظيما ووضوحا في ظل تعدد الطوائف التي أثرت في بنيته الشعرية في الماضي. من خلالها سعوا للخلاص من الظلم. والتجبّر من سلطة الحكام، وولاة الأمور الفاسدين، الذين أرهقوا الناس بطغيانهم، والسيطرة على معيشتهم ،الأمر الذي جعل الشعر يأخذ منحى سياسيًا وأدبيًا وأخلاقيًا. ولعل أشهر شاعر في هذا المجال: علي بن إسماعيل الفهري القريشي.
المقالات المتعلقة بخصائص شعر الزهد