الشعر الرومانسي يعتبرُ الشعر واحداً من أهمّ الفنون الأدبيّة المنتشرة في العالم العربيّ والغربي على حدٍّ سواء، وهو عبارة عن كلام منسّقٌ ومصاغٌ بطريقة فنيّة تعبّر عمّا يجول في خاطر كاتبه، وما يخالج صدره من أحاسيس ومشاعر مختلفة، حيث يقسمُ الشعر إلى عدة أنواع، ومن ضمنها الشعر الرومانسيّ، والذي سنعرّفُكم على أهمّ خصائصِه في هذا المقال.
خصائص الشعر الرومانسي - الانسياق للعاطفة: تميّز الشعر الرومانسي بالابتعاد عن التفكير المحض وترجيح العقل، أو الاهتمام بكافّة القيود والتقاليد الاجتماعيّة المختلفة، حيث أطلق عنانَ البوحِ للقلب عن كافّة المشاعر المرهفة والأحاسيس التي تخالجه بعبارات عفوية مليئة بالحب، عدا عن الانطلاق لتقديس الجمال، والدعوة إلى الحريّة والمساواة والعدل وكافّة القيم والمبادئ الإنسانية، ويعتبر (بايرون) من أهمّ الشعراء الذين تميّزوا بهذا الخصوص، ويشارُ أيضاً إلى أنّهم تغنّوا بالمثالية والأبطال الخارقين كاملي الصفات.
- التأثّر بالتراث الدينيّ: تميّز شعراء الرومانسية باهتمامهم الكبير في حياكة قصص وذكر شخصيّات ذُكرت في الكتب السماويّة المقدسة، وذلك كطريقة نحوَ السموّ في الروح إلى مراتب أعلى بعيدة عن كافّة الأمور الماديّة لتحقيق السكينة وإنهاء العذاب، بالإضافة إلى أنّهم أصبحوا أكثرَ اهتماماً في الحكايات الملحميّة المذكورة في الكتب والأساطير الفلسفيّة القديمة، والتي تتجسّد فيها العديد من المشاعر الملتهبة الممزوجة بالأمل، والحلم بالمستقبل، والحنين إلى الماضي، وغيرها.
- الاهتمام بالماضي: التغنّي بانتصارات الماضي والإنجازات المترتبة عليها في الحاضر، خاصّة لدى الرومانسيّين الغربيّين، تحديداً الفرنسيّين الذين ما زالوا يتغنّون بالثورة الفرنسية، بالإضافة إلى الإنجليز وغيرهم.
- الفرار إلى الطبيعة: يعتبرُ الشعراء الطبيعة بمثابة أمّهم الرّؤوم التي في أحضانها يشتكون من ألم وعذاب الحبّ، ويطالبونها بالعزاء والمداواة؛ وذلك لما فيها من سكينةٍ وهدوءٍ وجمالٍ يريحُ النفس.
- حبّ السفر: يعتبر الترحال والسفر إلى أماكن جديدة وغريبة من أهمّ الأمور التي يتغنّى بها الرومانسيّون، وذلك بسبب حبّهم لاكتشاف العوالم الجديدة غير المعهودة، والنظر إلى الأماكن المجهولة سواء في الشرق أو في الغرب، بالإضافة إلى إدراج الخيالات والأوهام، عدا عن الجنّ والأشباح والشخصيات الغريبة.
- التغنّي بالمرأة: كثر الحديث عن المرأة في الأشعار الرومانسيّة وبالعديد من وجهات النظر المتناقضة، فهناك بعض الشعراء الذين رأوا في المرأة أسبابَ السعادة، فكانت هي الحبيبة والقريبة والإنسانة التي يستمدّ منها الإلهام بمختلف أنواعه، فقاموا بتقديسها ورفع مكانتها في المجتمع، بينما رأى شعراء آخرون أنّها جالبة التعاسة والحزن والألم والشقاء، وهناك مَن رأى فيها كلا الأمريْن، وبجميع الحالات فإنّهم كانوا يصيغون عباراتهم بأسلوب جريء فيه الكثير من الشاعريّة والتأمّل.
- الميل إلى الكآبة: كانت مشاعر الحزن والكآبة أكثرَ ما يسيطرُ على الجوّ العام للقصيدة الرومانسيّة، فقد امتلأتْ بعبارات اليأس والرغبة بالانعزال والابتعاد عن كافّة الناس، حيث إنّهم يعيشون في صراع داخليّ يجعلهم يبتعدون عن الحياة والتفكير بالموت.
- سهولة اللغة: حيث ابتعدوا عن اللغة المتكلّفة والمتصنعة، وتحدّثوا بلغةٍ أقربَ إلى العاميّة واللهجة المفهومة من قبل أغلبيّة الناس، بالإضافة إلى أنّهم ابتعدوا عن الالتزام والتقيّد بالقافية الواحدة.