يُطلق لقب شاعر على مَن يتمكّن من نظم قصائدَ وفقَ لغةٍ ما، فكان الشاعر فيما مضى، بالنسبةِ للقبائل العربيّة، الأداة التي تتباهى بها القبيلة بين باقي القبائل، للردّ على شعراء القبائلَ الأخرى في المباريات التي تُقام، وكان لكلّ قبيلةٍ شاعرُها المميّز والذي يسعى من خلال قصائده لتمجيدها والدفاع عنها شعراً.
خصائص الشعراءمن آراء الشعراء في الشعر ما قاله الشاعر السوري نزار قبّاني: " ليس للشعر صورةً فوتوغرافيّة معروفة، وليس له عمرٌ معروفٌ أو أصل، ولا أحد يعرف من أين أتى وبأي جوازٍ ينتقل، يقول المعمّرون بأنه هبط من مغارةٍ في رأس الجبل واشترى خبزاً وقهوة وكتباً وجرائد من المدينة، ثمّ اختفى ...". ويضيف في تعريفه للشعر " ليس هناك نظريةٌ للشعر، كلُّ شاعرٍ يحمل نظريته معه ".
البارودييتميّز البارودي بانتقائه للألفاظ الملائمة والبعيدة عن الغرابة، واعتماده على الصور الجزئيّة وزهده في استخدام المحسنات البديعيّة، وعاطفته الجيّاشة الصادقة.
يعتبر البارودي باعث النهضة الشعريّة في العصر الحديث، حيث بثّ الروح فيه بعد خنقه في عصور الجهل والانحطاط وأعاده إلى مجده بحيث وصله بعصر كبار الشعراء في العصر العباسي، البارودي هو أحد شعراء المدرسة الاتباعيّة، ومن خصائص هذه المدرسة محافظتها على القافية الواحدة والوزن الواحد، وجزالة الألفاظ ومتانة الأسلوب، وتقليد قدماء الشعراء في الصور والمعاني، إضافةً للإحاطة بمواضيع قديمة في ثوبٍ عصري.
ميخائيل نعيمةهو شاعرٌ وأديبٌ متجدد وناقد، كان له الفضل مع الشعراء إيليا أبي ماضي وجبران خليل جبران في تأسيس الرابطة القلميّة عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وعشرين.
من خصائص شعر نعيمة سهولته واعتماده على اللغة المتداولة البسيطة، إضافةً إلى وضوح عباراته وابتعاده عن كل ما هو مبهم، كان نعيمة يولي اهتماماً بالغاً للفكرة، ويعتمد أسلوب الحوار في سبيل تقديم الحجج المنطقيّة، وكان يبتعد قدر الإمكان عن التكلّف في توظيف الخيال والبديع، والميل إلى التكرار بهدف تعميق المعنى، وتميز أسلوب نعيمة ببساطته وخلوّه من التكلّف، إضافةً لشيوع النزعة الإنسانيّة والقوميّة، واستخدام الرمز في شعره، إضافةً لغرقه في العاطفة وتنوّعه في القوافي.
إيليا أبو ماضيهو شاعرٌ لبناني، ويعتبر من أعظم شعراء العرب، له نظرته التأمليّة الخاصة ذات النزعة الإنسانيّة الفلسفيّة التفاؤليّة، فكانت قصائده تزدحم بالقضايا الإنسانيّة العادلة، ومن خصائص شعر أبو ماضي الأسلوب غير المباشر، بحيث كان يعتمد الطبيعة كأساس لتشخيص معانيه وأفكاره، إضافةً لاهتمامه بالفكرة والمعنى من حيث الوضوح والعمق، واستخدامه للرمز كوسيلةٍ فنيّة.
نوّع أبو ماضي في بنائه الشعري، ولم يلتزم بالنظام العامودي للقصيدة من حيث القافية والوزن، وتميّزت قصائده بغلبة الطابع الفلسفي والنظرة التأمليّة التي تظلل فكره، وكان يصبغ تلك الأفكار بالطابع التفاؤلي، وكان أبو ماضي متسامحاً في القواعد النحويّة، وامتازت أشعاره بالوحدة العضويّة والتي تعني لحمة الأفكار.
أحمد شوقيلقّب الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي بأمير الشعراء، وامتاز باستخدامه للغةٍ راقية، إضافة لسلاسةٍ في إجرائه للحوارات الشعريّة وتنويعه في الأوزان، وكان شوقي يستمدّ مواضيعه من الأحداث القديمة، بحيث يختار شخوصاً من عليّة القوم، وامتاز شوقي في قصائده بعدم الإفراط في العاطفة.
محمود درويششاعرٌ فلسطيني يعتبر من أبرز وأهمّ شعراء العصر الحديث على الإطلاق، تميّز درويش باختياره للمواضيع بحصافةٍ وعناية كبيرة وتجديدها، إضافةً لاستخدامه لغةً عربيّة مؤطرّة ببلاغةٍ متفردة في عمليّة انتقاء مفرداتٍ ملائمةً للصورة التي ينشدها، إضافةً لتميّز هذه اللغة بالصفاء والفصاحة.
تميّز درويش باستخدامه المكثّف للرمز وسعة خياله، وامتازت قصائده بوحدتها العضويّة، كان يستعين كثيراً بمواضيعه المطروحة بالأساطير الإغريقيّة والعربيّة، وكانت تغلب على قصائده النزعة الإغريقيّة.
نزار قبانيشاعرٌ سوري من الشعراء المجددين، وكان جوهر التجديد في شعره يكمن بتخليه عن الأسلوب التقليدي في نظمه لقصائده، وتعكس تلك القصائد منحى الشاعر الواقعي في نظمه للشعر والقدرة على الابتكار.
اعتمد قبّاني على الأسلوب الغزلي العذب والحر، ومن خصائص شعره الفنيّة: سهولة قصائده، ووضوحها في عمليّة طرح الأفكار والآراء، إضافةً لاستخدامه للمفردات الجميلة، واستخدام التصوير في شعره، واعتماده على الأسلوب القصصي في بعضٍ من أشعاره، وكان يأخذ أفكاره من التراث الثقافي.
نازك الملائكةهي ناقدة وشاعرة عراقيّة، تعتبر قائدة التجديد في الشعر الحديث، بحيث تجمع قصائدها العديد من مظاهر التجديد، وتميّزت بصدق تجربتها الشعريّة واعتمادها على الأسلوب التصويري والوحدة العضويّة لتلك القصائد.
كانت قصائدها بسيطةً بعيدة عن الزخارف اللفظيّة، متحرّرة من القافية والوزن التقليديين، وكانت تعبّر عن مواقفها من خلال بناءٍ شعريٍ سردي تصويري.
المقالات المتعلقة بخصائص الشعراء