يمتلك الأطفال عقلاً سليماً لا يعاني من المشاكل والضغوطات مثل كبار السن، فهم لديهم ذاكرة بيضاء؛ حيث نجد أنّ الأطفال لديهم سرعة البديهة وسرعة الحفظ وصعوبة النسيان لما يحفظونه في هذه المرحلة المبكرة من العمر، ولذلك يعتبر التعليم في المراحل الأولى من العمر أسرع وأقوى وأرسخ من أي مرحلة أخرى. سنعرض في هذا المقال أفضل الطرق والوسائل التي تساعدنا على استغلال هذه الموهبة في هذه المرحلة المبكّرة من عمر الأطفال.
لو تأمّلنا أطفالنا في هذه الأيام لرأينا أنّ الكثير من الأطفال يردّدون الأناشيد والأغاني وأيضاً الإعلانات، ويحفظون أسماء الكثير من المطربين واللاعبين، لكن من الناحية الأخرى نرى أطفالنا لا يحفظون القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وعندما نقوم بسؤال الوالدين عن السبب فسوف نرى العديد من الإجابات غير المبررة، مثل: صعوبة حفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة مع المواد الدراسية الأخرى الّتي يتعلمها الطفل في هذه المرحلة، والبعض الآخر لا يدرك القدرة والموهبة التي يمتلكها الأطفال في هذه المرحلة العمرية وهي سرعة البديهة وسرعة الحفظ، ولذلك يهملونها ولا يستغلونها بما هو نافع ومفيد للطفل لينمّي فكره وعقله، فلا يمتلىء عقله إلّا بما هو غير مفيد من مواد إعلامية بلا رقيب ولا ضابط.
تجب العناية بالأطفال في هذه المراحل المبكرة من أعمارهم، وعلينا استغلال هذه الموهبة وتوظيفها لمصلحة الطفل في دنياه ودينه، فلذلك يجب ترتيب ما ينبغي أن يحفظه أبناؤنا للمحافظة على عقلهم السليم بما يفيدهم، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر. من أهمّ المراحل العمرية التي يُفضّل حفظ القرآن الكريم بها هي مرحلة الطفولة المبكرة من (3-6) سنوات؛ فيكون عقل الأطفال يقظًا، وملكة الحفظ لديهم صافية ونقية، وحبّه للتقليد وللمحاكاة قوية جداً، والذين تولّوا مسؤوليات تحفيظ الأطفال في المساجد أو البيوت يقدمون خبراتهم في هذا المجال فيحدثونا عن الطفل ومدى الطاقة الحركية في تلك المرحلة، وقد لا يتمكن من الهدوء أو الجلوس صامتًا منتبهًا طوال فترة التحفيظ، ولذلك السبب لا نمنعه من التحرك وهو يسمع أو يردد.
خطوات تسهيل حفظ القرآن الكريم للأطفالمن أهمّ الخطوات التي يجب سلوكها لتحفيظ الطفل القرآن الكريم:
المقالات المتعلقة بحفظ القرآن الكريم للأطفال