القارئ لهذه الجملة للوهلة الأولى يتصور أنّها عبارة عن بقعة ترابية موجودة في أحد البحار أو المحيطات، لكن الذي يمتلك خلفية ثقافية أو معلومات ذات علاقة بجسم الإنسان سيعرف أنّها عبارة خلايا صغيرة موجودة في غدة البنكرياس؛ لذلك سوف نتحدّث فيما يلي عن ماهية هذه الخلايا بشيءٍ من التفصيل.
موقع جزر لانغرهانستتواجد هذه الجزر على شكل تجمعات صغيرة من الخلايا، الظاهرة على غدة البنكرياس على شكل بقع مختلفة من حيث الشكل وكذلك الوظيفة مقارنةً بالخلايا الأخرى الموجودة على نفس الغدة؛ لذلك أطلق عليها اسم الجزر، وتشكّل ما يتراوح ما بين واحد إلى اثنين بالمئة من الكتلة الكلية للبنكرياس، أمّا كتلتها منفردة فتقدّر بحوالي واحد ونص غراماً، ويبلغ عددها عند الشخص البالغ حوالي مليون جزيرة، بحيث يبلغ قطر الواحدة منها 0.2 مليمتراً، ويمكن تمييزها بسهولة عن أنسجة البنكرياس الأخرى؛ لأنّها معزولة بواسطة نسيج ليفي رفيع القطر، وأوّل من اكتشف هذه الخلايا هو العالم الألماني باول لانكرهانس المختص في التشريح والأمراض، وكان ذلك في العام 1869م حيث كان يبلغ الثانية والعشرين من عمره.
أهميّة جزر لانغرهانسلم يخلق الله سبحانه وتعالى شيئاً عبثاً مهما كان بسيطاً أو صغيراً، وكذلك الأمر بالنسبة لهذه الجزر الصغيرة؛ حيث تقوم بإفراز هرمون الإنسولين اللازم للقيام بعمليات التمثيل الغذائي التي تخص السكّريات في الجسم؛ لذلك إذا ما تعرّضت لأيّ خلل أو تمّ استئصالها سيصاب الإنسان بمرض السكّري، تحديداً ارتفاع معدّله في الجسم؛ نتيجة عدم وجود الإنسولين الذي يقوم بالتحكم في معدّله، والجدير بذكره أنّ هناك أنواع أخرى من الخلايا يطلق عليها اسم لانغرهانس، موجودة في البشرة وفي طبقات الجلد المختلفة، وسمّيت بذلك نسبةً إلى لانغرهانس الذي اكتشفها ووصفها وبيّن أهميتها.
أنواع جزر لانغرهانستحتوي جزر لانغرهانس على خمسة أنواع من الخلايا، وتتضمّن ما يلي:
المقالات المتعلقة بجزر لانغرهانس