الصَّلاة عبادةٌ تتضمن أقوالاً وأفعالاً مخصوصة، مفتتحة بتكبير الله تعالى، ومختتمة بالتَّسليم، ولها منزلةٌ في الإسلام لا تعدلها منزلة أيّة عبادة أخرى، فالصَّلاة عماد الدِّين الذي لا يقوم إلا به، فقال الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ) [مجموع فتاوى ابن باز]، وكانت الصَّلاة أول عبادةٍ أوجبها الله تعالى على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج عندما خاطب الرَّسول مباشرة دون واسطة أو وحي.
الصَّلاة هي آخر عمل وصَّى الرَّسول به أمته قبل مفارقته الحياة وانتقال روحه للرَّفيق الأعلى، كما أنها من أول الأعمال التي يحاسب عليها العبد يوم القيامة، فإن صلحت الصلاة صلح سائر عمل العبد، وإن فسدت فسد سائر عمله. بلغ من عناية الإسلام بالصلاة أن أمر بالمحافظة عليها في كل الأحوال، في الأمن، والخوف، و الحضر، والسفر، وقد شدد الله العقوبة على من يفرّط في أدائها، ومن يضيّعها، فقال جلَّ وعلا: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون:4،5].
مفهوم الصَّلاةتعرَّف الصَّلاة شرعاً على أنَّها الأفعال والأقوال التي يقوم بها العبد بهدف تعظيم الله وعبادته، ووردت الصلاة بعدة معانٍ في القرآن الكريم، منها:
هناك عدَّة شروط لا تصح الصَّلاة إلا بها، والشروط ليست جزءاً من الصَّلاة، وهذه الشُّروط لها قسمان هما شروط الصِّحة، وشروط الوجوب، وهما كما يأتي:
يعتبر ترك الصلاة جحوداً بها وإنكاراً لها كفراً وخروجاً عن ملَّة الإسلام، أمَّا من تركها تكاسلاً أو انشغالاً عنها دون عذر مع إيمانه بها واعتقاده بفرضيّتها، فيعتبر كافراُ ويجب قتله، ومن الأحادث التي تصرِّح بكفره قول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: (بين الرجلِ و بين الكفرِ تركُ الصلاةِ) [صحيح الترغيب]، ومع أنَّه وردت أحاديث تكفِّره وتستبيح دمه، إلا أنَّ كثيراً من علماء السلف والخلف ومنهم الشافعيّ، وأبو حنيفة، ومالك أكدوا على أنَّه لا يكفَر، وإنَّما يفسق ويستتاب.
المقالات المتعلقة بتقرير عن الصلاة