اعتبر الفقهاء أنّ الوقف صدقة جائزة شرعاً ومندوبة بنيّة التقرّب إلى الله تعالى، مستدلين بقوله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [سورة ءال عمران/92]، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، وفسّر الفقهاء الصدقة الجارية على أنّها الوقف، بالإضافة إلى العديد من الأيات والأحديث النبوية الشريفة والأمثلة من السيرة النبوية التي تدعو للوقف بكافّة أشكاله.
الهدف من الوقفيقصد بالوقف إيجاد مورد مستمرّ ودائم ينتفع منه في تحقيق غاية معينة بنية الفائدة والتكافل الاجتماعي، وتنمية المجتمع دون عائد لصاحبه سوى الأجر والثواب الذي لا ينقطع حتى بعد موت صاحبه، فالوقف هو امتثال لأوامر الله ورسوله التي تحث على الصدقة وصلة الأرحام والتكافل الاجتماعي الذي ينفع الناس، لقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [سورة المائدة/2].
من الأمثله على الوقف -على سبيل الذكر وليس الحصر-: بناء مسجد، أو مستشفى، أو مدرسة، أو ملاجئ للأيتام وغيرها، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ".
أركان الوقف وشروطهالمقالات المتعلقة بتعريف الوقف