تعريف الخوارج

• ١ الخوارج
  • ١.١ النشأة
  • ١.٢ الظّهور الفعلي للخوارج
  • ١.٣ خوارج العصر

كثيرًا ما نسمع رجال الدّين والخطباء على المنابر يتحدّثون عن فرقة الخوارج الضّالة التي ظهرت في التّاريخ الإسلامي في حقبةٍ من الحقب، وأنّ هذا اللّفظ قد انتشر في عصرنا الحاضر انتشار النّار في الهشيم، بعد أن ظهرت جماعاتٌ كثيرة في عصرنا الحاضر وعاثت في الأرض فسادًا وطغيانًا بسلوكيّاتها التي أساءت إلى قيم الدّين الإسلامي ومبادئه السّمحة، فراحت تقتل المسلمين وتستبيح دماءهم وتنهك حرماتهم وتعتدي على النّاس بحجّة امتلاكها للحق وحدها، فما هو أصل نشوء جماعة الخوارج ولماذا سمّيت بهذا الاسم ؟

يعود أصل جماعة الخوارج من حيث الفكرة والاعتقاد إلى الدّولة الإسلاميّة الأولى بقيادة النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام، ففي أحد الأيّام وبينما كان النّبي يقسّم غنيمة - حصل عليها المسلمون - على عددٍ من الصّحابة برز رجلٌ غائر العينين، ناتىء الجبهة ليقول للنّبي: اتق الله واعدل، وقد راعت تلك الكلمة رسول الله فقال: ويلك من يعدل إن لم يعدل رسول الله، وقد همّ الصّحابة أن يقتلوه فمنعهم النّبي من ذلك، مبيّنًا أنّه سوف يخرج من ضئضأي هذا الرّجل قومٌ يحقر أحدنا صلاته مع صلاتهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة، حيث تحقّقت نبوءة النّبي عليه الصّلاة والسّلام عندما خرج من ذريّة هذا الرّجل جماعة الخوارج بعد ذلك.

ظهر الوجود الفعلي للخوارج في عهد سيّدنا عليّ رضي الله عنه، حيث حدثت فتنة على عهده كان من بينها الخلاف الشّهير بينه وبين معاوية بن أبي سفيان على مسألة الاقتصاص من قتلة سيّدنا عثمان رضي الله عنه، ففي معركة صفين تحديداً تلاقى جيش عليّ كرم الله وجهه ومعاوية، فاقترح معاوية على عليّ رضي الله عنه أن يحكّما كتاب الله بينهما، ولكن نفراً من جيش علي رفض هذا التّحكيم بعدما دعوا إليه بحجّة أنّ لا حكم إلا لله.

انشقت تلك الجماعة وخرجت على عليّ رضي الله عنه وسُمّوا لذلك الخوارج من وقتها، وقد كفّروا عليًّا وجميع قادة المسلمين، بل حملهم الخلاف على استحلال دمائهم وأعراضهم، وقد انبرى لهم سيّدنا عليّ كرم الله وجهه وقاتلهم في معارك أبرزها معركة النّهروان وهزمهم هزيمة منكرة.

إنّ لفظ الخوارج ينطبق على جماعاتٍ كثيرة عبر التّاريخ ومنها جماعة الدّولة الإسلاميّة المعروفة حاليًا بداعش، فهم في نهجهم وأفكارهم يحملون نفس الفكر والاعتقاد وإن اختلفوا في بعض التّفاصيل وادعوا زوراً وبهتاناً اتّباعهم لمنهج الكتاب والسّنّة.