من لا يريد أن يعلم ما هي الحقيقة؟! فالفائدة الحقيقية والقدرة على الانتفاع بالأشياء وتسخيرها لسعادة الإنسان مبنية أولاً على معرفة حقيقتها، ثمّ العمل في ضوء تلك البصيرة التي لن تخذل صاحبها، ومع ذلك فإنّ الوصول للحقيقة ليس طريقاً سهلاً مفروشاً بالورود.
ما ليس بحقيقةفي تعريف الحقيقة، فإنّه من المفيد أولاً أن نلاحظ ما هو ليس بالحقيقة: * الحقيقة ليست ببساطة ما يعمل، هذه هي فلسفة البراغماتية؛ نهج الغايات مقابل نوع الوسائل، في الواقع يمكن للأكاذيب أن تبدو أنّها تعمل وحقيقية، لكنها لا تزال ليست بحقيقة.
الكلمة اليونانيّة لـ "الحقيقة" هي "Aletheia" ، الأمر الذي يعني حرفيّاً "عدم الإخفاء" أو " عدم اختباء الشيء "، وهو ينقل فكرة أنّ الحقيقة هي دائماً هناك، مفتوحة دائماً ومتاحة ليراها الجميع، دون وجود أي شيء يتم إخفاؤه أو حجبه، وكلمة العبريّة للحقيقة هي "emeth"، وهو ما يعني "الحزم"، و"الثبات" و "المدة"، وهذا التعريف ينطوي على مضمون الأبديّة وشيئاً يمكن الاعتماد عليه.
الحقيقة من منظور الفلسفةمن منظور فلسفي، هناك ثلاث طرق بسيطة لتعريف الحقيقة:
أوّلاً الحقيقة تتوافق مع الواقع أو "ما هو"، الحقيقة هي أيضاً مرسلة في الطبيعة، وبعبارة أخرى تتطابق مع موضوعها كما هو معروف من قبل المرجع لها، على سبيل المثال مدرس يواجه فئة من الطلاب قد يقول: "الآن المخرج الوحيد لهذه الغرفة هو على اليمين." وبالنسبة للفئة التي قد تواجه المعلم قد يكون باب الخروج على يسارهم، ولكنه صحيح تماماً لأن الباب للأستاذ هو على اليمين.
أيضاً تتطابق الحقيقة مع موضوعها، وببساطة تامة قد يكون صحيحاً تماماً أن شخصاً معيّناً قد يحتاج قدراً معيّناً من دواء ما، ولكنّ شخصاً آخر قد يحتاج أكثر أو أقل من الدواء نفسه لإنتاج التأثير المطلوب، هذه ليست الحقيقة النسبيّة، ولكن مجرد مثال لكيفيّة أنّ الحقيقة يجب أن تتطابق مع موضوعها، فسيكون من الخطأ (ويحتمل أن يكون من الخطر) للمريض أن يطلب من الطبيب منحه كميّة غير مناسبة لدواء معين، أو أن يقول إنّ أي دواء لمرض معين سوف ينفع معه.
باختصار وببساطة نقول الحقيقة كما هي، فهي الأمور كما هي حقاً، وأي جهة نظر أخرى هي خطأ، والمبدأ التأسيسي للفلسفة هو القدرة على التمييز بين الحقيقة والخطأ.
المقالات المتعلقة بتعريف الحقيقة