الصديق، هو الأخ الذي لم تلده أمّنا، هو صاحب القلب، وسند الروح؛ فالصّديق يُشعل قناديل القلب بالفرح، ويملأ الروح شغفاً وحبّاً للحياة، هو الذي يُخفّف عناء الأيام وتعبها، فالصّداقة من أروع النّعم التي أنعمها الله علينا، ومن يعش بلا أصدقاء سيَشعر بوحدةٍ قاتلةٍ، لا يضحك فيها من قلبه، ولا يجد من يُشاركه أفراحها وأحلامه، ولا يجد من يُواسيه في أحزانه.
أفضل صديق هو من يَسترك في غيبتك أمام الآخرين، ويدافع عنك بكلّ قوةٍ، لا يسمح أن يذكرك أحدٌ بالسوء؛ لأنّه يعتبرك امتداداً له، ومكمّلاً لروحه ووجوده، هو من يدلّك على دروب الخير، ويمنعك من الضّياع والتيه في دروب الشر، ويأخذ بيدك إلى النجاح، ويساعدك للوصول إلى الحياة الصحيحة، لشعوره بالمسؤوليّة تجاهك، لا يتخلّى عنك في أزمات الحياة أبداً، ولا يلتفت لمحاولات إبعاده عنك.
من لا يسمح للدنيا بأن تأخذه منك، ويفضّلك على نفسه يمنحك المشورةَ الصحيحةَ في الحياة، وينتشلك بقدر استطاعته من كلّ ضيقٍ تمرّ به، فهو أبوك عندما تحتاج النصيحة، وأمّك عندما تحتاج الاحتواء، وأخوك عندما تحتاج السند، فهو ذلك الشّخص الذي لا يُمكن العيش دونه، لأن الحياة من دونه كبيتٍ مظلم، وكهفٍ لا نهاية له.
من لا يُشجّعك على الظلم، وينصرك لو كنت مظلوماً، ويدلّك على طاعة الله سبحانه وتعالى لأنّه يتمنى لك الخير من أعماق قلبه يحبك في الله دون أيّ مصلحةٍ أخرى، هو يريدك لأجلك أنت، لا ليعبُر من خلالك إلى مصالحه الشخصيّة، فلو كان متلوّناً لا يكون صديقاً، بل هو صديقٌ صدوق، لا يُنافق ولا يجامل.
أفضل صديق لا يطلب منك تبريراً لأي فعلٍ تقوم به، فهو المدافع عنك في فعلك الصحيح والخطأ، ومرشدك ودليلك أمام نفسك وأمام الآخرين، ويلتمس لك العُذر في كل شيءٍ، ويتجاوز عن هفواتك ولا يتوقف كثيراً عندها ليثقل كاهلك باللوم والعتاب، فالكثير من الأصدقاء يفرضون على الصديق متطلّباتٍ للصداقة، لكن أفضل صديقٍ لا يفعل هذا، بل يظلّ مخلصاً ووفياً، دون أي شرطٍ أو مقابل.
لاختيار أفضل صديق، يجب اختياره بمرآة القلب، بعيداً عن مرآة العينين والمصالح المشتركة، ويجب أن يكون الوفاء والحب والإخلاص متبادلاً، لأن الصاحب هو انعكاسٌ لشخصية صديقه، ومكملٌ لها، ومن يلتزم برابط الصداقة المقدس، ويرشد صاحبه للخير دوماً، يصبح من الذين يظلهم الله سبحانه وتعالى في ظله يوم القيامة، فيا له من فوزٍ عظيمٍ، ومنحةٍ تقدمها الصداقة لأصحابها على طبقٍ من حرير.
المقالات المتعلقة بتعبير عن أفضل صديق