عندما نتحدث عن حياة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في مواقف كثيرة نتعلم منه الرحمة والتسامح والحب والعناية والاهتمام، فكان ولا زال النموذج الذي يُحتذى به لتعامل مع زوجاتنا وجيراننا وإخواننا وأخواتنا وأصدقائنا وحتى مع غير المسلمين، فقد علمنا الكثير من مواقف وأحداث حصلت في حياته الكريمة والشريفة، من أهم هذه الأحداث هي طريقة تعامله وحياته مع زوجاته وطبيعة علاقته بهن، فقد سطر التاريخ أجمل قصص الرحمة في تعامله مع زوجاته، وفي هذا المقال سوف نتعرف على أهم المواقف والأحداث التي حدثت بين الرسول عليه الصلاة والسلام وزوجاته أمهات المؤمنين.
تعامل الرسول مع زوجاتهقد أوصى رسول الله عليه الصلاة والسلام خيراً في النساء فأعطاهن حقوقهن وأمر بالنفقة عليهن كما ومنع ظلمهن وقتلهن صغاراً، وأعطاهن حقهن في الميراث والعمل، وقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع بالمحافظة على النساء والرحمة فيهن، فمن رحمته في زوجاته حبه الكبير والعظيم لزوجته خديجة فكان يساعدها في أمور الحياة والبيت، ولم يظلمها وكان هذا قبل بعثته، وبعد أن نزل عليه الوحى والرسالة كانت أول من آمن به ودافع عنه وبقي إلى جانبه، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يذكرها كثيراً وبقي إلى جانبها في مرضها، وعند وفاتها حزن عليها حزناً عظيماً وسمي العام الذي توفيت فيه بعام الحزن، وبعد زواجه من زوجاته أمهات المؤمنين بقي الرسول الكريم يذكر محاسن خديجة ويود صديقاتها ويتفقدهن احتراماً وحباً، ومن المواقف التي أخبرتنا عنها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين، لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربه عز وجل أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها ( أي خليلاتها وصديقاتها)".
كما أن الرسول الكريم أحب زوجته عائشة حباً جماً فقد استأذن من زوجاته بأن يسمحوا له بالمكوث عندها عند مرضه في نهاية حياته الشريفة، فكان يجلس بجانبها ويتناول معها الطعام ويشرب الشراب من الإناء نفسه الذي تشرب منه، وفي غزوة من الغزوات أمر الجيش بأن يتقدم أمامه وطلب من أم المؤمنين عائشة بالتسابق معها. ومن المواقف الأخرى عن أنس قال:" خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب البعير"، فلم يخجل النبي عليه السلام من إظهار حبه ومودته لزوجاته حتى أمام العامة وأمام صحابته، وكان عند بكاء إحدى زوجاته يمسح دمعها بيديه الكريمتين ويخفف عنها ويبقى معها، فلم يذكر طوال حياته الشريفة بأنه ضرب أو رفع صوته على إحدى زوجاته، فكان يجالسهن ويعدل بينهن ويقضي حاجاتهن ويساعدهن في تحضير الطعام وفي تنظيف المنزل، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.المقالات المتعلقة بتعامل الرسول مع زوجاته