تحليل الغدة الدرقية
ما أن يذكر إسم الغدة الدرقية إلا ويقفز إلى ذهننا إسم اليهود ونتخيل رقبة إنسان متضخمة من منطقة الحنجرة وما يحيط بها ، فما هي الغدة الدرقية وأين مكان وجودها وما هو عملها وما هو المقصود كذلك بتحليل الغدة الدرقية ؟
إن الغدة الدرقية والتي تسمى باللاتينية Thyroid Gland توجد في الجزء الأمامي من رقبة الإنسان ، حيث نجد أنها تحتوي على خلايا معينة تسمى الخلايا التجريبية وهذه الخلايا تقوم بعملية تصنيع وإفراز نوعين أساسيين مهمين من الهرمونات هما:-
T4( الهرمون الأول ) الثيروكسين
T3 (الهرمون الثاني) تراي ايدوثيرونين
ونجد أن هذه الهرمونات تحتوي على عنصر اليود، هذا العنصر الهام الذي يعتمد على الغذاء كمصدر أساسي له، ونجد بعد ذلك إستقرار معظم عنصر اليود الحاصلين عليه من الغذاء في هذه الغدة الدرقية ، و من ثم يدخل بعد ذلك في عملية تصنيع هرموناتها السابق.
إن هذه الهرمونات T3 وT4 نجد لها تأثيرات ملموسةٍ وحاسمةٍ على بعض العمليات البيولوجية في جسم الإنسان:
أولاً – نجد دورها الكبير في التأثير على أيض الكربوهيدرات: حيث تزيد هرمونات الغدة الدرقية من مستوى الجلوكوز في الدم مع أنها في نفس الوقت تزيد من أكسدة الجلوكوز في الأنسجة ولكن زيادة إمتصاص الجلوكوز وزيادة تحويل الجليكوجين إلى الجلوكوز نجده هنا يفوق زيادة هذه الأكسدة.
ثانياً - خاصيتها في التأثير على أيض الدهون : حيث أن هذه الهرمونات تزيد من تكسير الدهون مما يؤدي بدوره إلى زيادة نسبة الحموض الدهنية في الدم مما يؤدي إلى نقصان في مستوى الكوليستيرول أيضاً في الدم.
ثالثاً - قيامها ودورها في التأثير على أيض البروتينات : حيث نجدها تساعد على تكوين البروتين المسمى Anabolic Protein ولكن يجب أن نلاحظ أن الجرعات الكبيرة من هذه الهرمونات تؤدي إلى تكسر البروتينات مما يؤدي هذا بدوره إلى نقص النيتروجين المسمى Negative Nitrogen Balance مما يقود إلى ضعف في العضلات وإلى زيادة إخراج المواد النيتروجينية غير البروتينية في داخل البول ويؤدي كذلك إلى زيادة نسبة الكرياتينين في البول.
رابعاً - تلعب هذه الهرمونات السابقة دوراً هاماً في عملية النمو البدني والنمو الجنسي ،وتقوية الحيوانات المنوية عند الرجل.
خامساً – إن لهذه الهرمونات أهمية قصوى في نمو الأجنة أثناء الحمل ويؤدي نقصها إلى ظهور تشوهات خلقية ويؤدي بالأخص إلى حالات التقزم التي تسمى Cretinism فتولد على إثرها الأجنة وهي قصيرة القامة ومصابةٌ في نفس الوقت بتشوهات خلقية.
سادساً – بعض من التأثيرات الأخرى: نجد أن هرمونات الغدة الدرقية تزيد وتكثر من الإستهلاك والحاجة إلى الأكسجين في جميع أنسجة الجسم المختلفة ما عدا في الغدة الدرقية نفسها، وتعمل على رفع درجة حرارة الجسم ويحدث هذا الإرتفاع في درجة الحرارة نتيجة للزيادة الملموسة في العمليات الأيضية المختلفة في أجزاء جسم الإنسان ، كما تساعد هذه الهرمونات كذلك على تحويل الكاروتينات إلى فيتامين أ الهام وتساعد هذه الهرمونات أيضاً على إمتصاص فيتامين ب الذي لا يقل أهميةً عن الأول .
ما هي الأمراض المصاحبة والتي تظهر في الجسم نتيجة لإختلالات في أداء الغدة الدرقية:
أهم الأمراض المتعلقة هو مرض قصور وظيفة الغدة الدرقية Hypothyroidism حيث نجد أن الأشخاص المصابين بهذا المرض يمتازون بإنخفاضٍ ملموسٍ وملحوظٍ في درجة الحرارة عندهم و كذلك سرعةً في الأيض داخل الجسم، كما وينخفض لديهم كذلك تركيز T4 ويزداد عندهم تركيز الكوليستيرول في الدم، وفي أغلب الأحيان يصاحب هذا المرض ظهور تأخر في النمو عند الأطفال .
المقالات المتعلقة بتحليل الغدة الدرقية