أم القرى واحدة من أسماءٍ عدة لمكة المكرمة، وعدد من هذه الأسماء وردت في القرآن الكريم منها مكّة، والقرية، والبلد الأمين، والوادي، وبكة، وأسماء عدة قبل نزول القرآن الكريم مثل اليابسة، والحاطمة، والنساسة، وأم رحم؛ وكلّ اسم من هذه الأسماء يُعبّر عن خاصيةٍ تتميز بها مدينة مكة عبر الأزمان القديمة والحديثة.
تُعتبر مكة من البلدات التي تم بناؤها منذ زمنٍ قديمٍ جداً من فترة ما قبل ميلاد السيد المسيح أي في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، أيّام سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، كما ورد في الآية الكريمة (ربنا إنّي أسكنتُ مِن ذريتي بوادٍ غيرِ ذي زرعٍ عند بيتكَ المحرّم ربنا ليقيموا الصلاة...)؛ فعندما نفد ما كان لدى إسماعيل عليه السلام ووالدته هاجر من زادٍ وماءٍ تَفجّر ماء زمزم فوفدت إلى المنطقة القبائل البدوية؛ لأنّ المنطقة كانت تُعاني من قلة الماء، منذ تلك اللحظة بدأ تعمير بلدة مكة المكرمة وبدأت بالاتساع، وما زالت تزداد أهميتها الدينية يوماً بعد يوم.
مكة المكرمة في عهد قريشكانت مكة المكرمة في عهدة قبيلة خزاعة، وحَدَث نزاعٌ كبيرٌ بينهم وبين قبائل قريشٍ، استطاع عمر بن عوف بن كعب أن يحلّ هذا النزاع؛ حيث حكم بحجابة البيت وأمّر مكّة إلى قصي بن كلاب دون خزاعة، ومنذ هذه اللحظة أصبحت قبيلة قريش هي القائمة على خدمة زوار الكعبة وتجّارها من مأكلٍ ومشربٍ ومبيتٍ.
حافظت قريش على المكانة الدينيّة لمكة؛ فكان لبعض القبائل صنم منصوب في الكعبة يزورونه سنوياً تقرباً إلى الله. من الأحداث المهمّة التي مرّت على الكعبة المشرفة في هذه المرحلة مولد نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلام، وقدوم ملك الحبشة أبره الأشرم على رأس جيش يركبون الفيلة إلى مكة لهدم الكعبة، وكان ذلك في عام 571 م، إلّا أنّ إرادة الله كانت هي الأقوى فردّت أبره الأشرم خائباً وسمّي ذلك بعام الفيل نسبةً إلى استخدام الجيش الحبشي للفيلة.
مكة في عهد النبوة
يُعتبر مولد نبينا الكريم الحدث الأهم والذي استطاع تغيير وجهة العالم عامةً وقبائل مكة خاصةً؛ إذ نقلهم من عبادة الأصنام إلى عبادة الرحمن الرحيم إلى عبادة خالقٍ واحدٍ هو الله.
مكة في عهد الخلفاء الراشدين
بعد توسّع الدعوة الإسلامية أصبح المكان المحيط بالكعبة ضيّقاً لا يتّسع لزوارها، فأمر الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بإجراء أوّل توسعةٍ للمسجد الحرام، وتمّت توسعة المسجد للمرة الثانية زمن الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
مكه في العهدين الأموي والعباسي
استمرّ اهتمام الخلفاء الأمويين والعباسيين بتطوير المرافق العامة في مكة وتوسيع الطرق المؤدية إليها، وتوفير كلّ ضمانةٍ لحماية زوار الكعبة المشرفة وتقديم أفضل الخدمات لهم.
المقالات المتعلقة بتاريخ أم القرى