يعتبر مشروع بناء قناة السّويس من المشاريع الرّائدة في تاريخ مصر، فهذا المشروع الهامّ يسهم في دعم الميزانيّة المصريّة بمليارات الدّولارات سنويّاً، كما يخدم حركة الملاحة العالميّة بشكلٍ كبير، ويوفّر عليها الوقت والمسافات التي تتضاعف في حال اتخاذ الطّريق البديل وهو طريق رأس الرجاء الصّالح، فما هي مراحل بناء قناة السّويس؟
فكرة بناء قناة السّويسبدأت فكرة بناء قناة السّويس منذ الحملة العسكريّة الفرنسيّة على مصر عام 1798 ميلاديّة، فقد اصطحب نابليون عدد من المهندسين إلى منطقة قناة السّويس لدراسة إمكانيّة إنشاء قناة تربط بين البحر الأبيض المتوسّط والبحر الأحمر، وقدّم المهندس الفرنسيّ لوبيز تقريراً يشير إلى عدم إمكانيّة بناء هذه القناة؛ لأنّ منسوب مياه البحر الأحمر ترتفع عن منسوب مياه المتوسط ،ممّا يعرض مصر إلى خطر الغرق فتأجّلت فكرة تطبيق تلك الفكرة على أرض الواقع بسبب تقرير ثبت خطأه فيما بعد.
عادت فكرة إنشاء القناة في عهد محمّد علي باشا، عندما عرض عددٌ من المهندسين الفرنسيّين على محمّد علي هذه الفكرة، إلاّ أنّه اشترط أمرين حتّى يوافق عليها وهما أن تضمن القوى الكبرى حياديّة القناة، وأن يتمّ تمويلها بمالٍ مصري خالص وهذا ما رفضته فرنسا والقوى الكبرى.
تنفيذ مشروع حفر قناة السّويسبعد وفاة محمّد علي خلفه ابنه سعيد باشا حيث أتى القنصل الفرنسي فرديناند ديلسبس صديق العائلة عام 1854 ميلادي؛ ليقنع الخديوي بفكرة إنشاء القناة حيث وافق عليها الخديوي لتبدأ مرحلة بناء قناة السويس فعلياً، فكلّف ديلسبس كبير المهندسين الفرنسين فوازان ليقوم بتصميم مبدأي للقناة والمباشرة في تنفيذه، وقد أسّست لذلك الهدف شركة قناة السّويس البحريّة العالمية التي شرعت في المشروع مستنفرة الشّعب المصري؛ لتقديم الأيدي العاملة لبناء القناة حيث شارك فيها ما يقارب مليون مصري مات منهم الآلاف بسبب صعوبة الأوضاع وقلّة الزاد، وانتشار الأمراض، وكانت ثمرة جهود هؤلاء المخلصين إنشاء ممر مائي يصل طوله إلى 193 كيلومتراً، يتفرّع في إحدى نقاطه عن ممرّين لتسهيل حركة المرور بين الاتجاهين .
حفل افتتاح قناة السّويساستمر بناء قناة السويس عشر أعوام منذ العام 1859 إلى العام 1869 ميلادية، حيث افتتحت القناة وبشكلٍ رسمي في عهد الخديوي إسماعيل، ودعي إلى هذا الافتتاح كثيرٌ من الملوك والرّؤساء والشّخصيّات الهامّة في الدّين، والأدب، والعلوم.
تأميم قناة السّويسجاء الرّئيس المصري جمال عبد الناصر عام 1956 ليقوم بتأميم قناة السّويس المصريّة لتصبح شركة مصريّة خالصة، وقد تلّقت القوى الكبرى هذا القرار بغضبٍ كبير، ورفض شديد حيث سحبت المهندسين المشرفين على تشغيل القناة، كما جمّدت أموال مصر لديها، وأعلنت شنّ عدوان ثلاثي على مصر بسبب هذا القرار.
المقالات المتعلقة ببناء قناة السويس