كان النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام قدوة للمسلمين وأسوة حسنة في أخلاقه، وصفاته، فهو صاحب الخلق العظيم، وهو السراج المنير الذي أضاء للبشرية دروب رفعتها، ورقيها، وتقدّمها، وضرب أروع الأمثلة والنماذج في تعامله مع القريب والبعيد، والصديق والعدو، وكان خير الناس لأهله وعشيرته حينما كان يعاملهم بقلب رؤوم، ونفس رحيمة مشفقة.
مواقف من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل بيتهتميّز تعامل النّبي عليه الصّلاة والسّلام مع أهل بيته بما يأتي:
محبة أبنائهكان النّبي عليه الصّلاة والسّلام يحبّ أولاده ومن بينهم السّيدة فاطمة رضي الله عنها حيث كان إذا دخلت عليه قام من مجلسه وأمسك بيدها وقبّلها ثمّ أجلسها في مجلسه، وهي تفعل كذلك معه إذا قدم عليها .
مساعدة زوجاتهلم يتكبّر النّبي عليه الصّلاة والسّلام بالرّغم من رجولته الكاملة عن أن يساعد زوجاته في مهنة البيت، فقد جاء في الحديث الشريف: (سألتُ عائشةَ ما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنعُ في بيتِه ؟ قالت: كان يكونُ في مهنةِ أهلِه تعني خدمةَ أهلِه فإذا حضرتِ الصلاةُ خرجَ إلى الصلاةِ. )، وفي حديث آخر تفصّل ما كان يعمله رسول الله حيث تقول أنّه كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، وهذا يدلّ على كمال أخلاقه عليه الصّلاة والسّلام ورحمته بأهله.
الاستماع لمشورة أهل بيتهفي صلح الحديبيّة استمع النبي عليه الصلاة والسلام إلى مشورة زوجته أم سلمة حينما أشارت عليه أن يحلق رأسه ويذبح هديه، ويتحلل من إحرامه حتى يراه المسلمون فيفعلون مثله حيث أصابهم الهمّ والغمّ يومئذٍ ما جعلهم يترددون في التحلّل من إحرامهم بسبب رغبتهم في دخول البيت الحرام الذي صدّهم المشركون عنه.
التماس العذر لأزواجهروي أنّ زينب بنت جحش أمّ المؤمنين رضي الله عنها أهدت للنّبي عليه الصّلاة والسّلام طبقاً من طعام وهو في بيت السّيدة عائشة رضي الله عنها، وحينما رأت عائشة ذلك ضربت بيدها الطّبق فتكسّر نصفين وتناثر الطّعام في غرفتها، فلم يزد النّبي عليه الصّلاة والسّلام على أن يتبسمّ قائلاً: (غارت أمكم)[صحيح البخاري].
ممازحة أزواجهكان من عادة النبي صلّى الله عليه وسلم مشاركة زوجاته أحلى لحظات حياتهنّ، فقد كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام يمازح أزواجه، كما كان يزرع البسمة في وجوههنّ حينما كان يسمح للسّيدة عائشة بمشاهدة الحبشة وهم يرقصون بالحراب في المسجد، كما كان يسابق عائشة ويتنافس معها.
الرحمة بالأطفال من أهل بيتهكان النّبي رحيماً مع الصّغار من أهل بيته، فقد كان يسعد برؤية الحسن والحسين حفيديه ويحتضنهم ويقبّلهم حتّى وهو يلقي خطبته على المنبر، فقد ورد في الحديث: (بينا رسولُ اللَّهِ على المنبَرِ يخطبُ إذ أقبلَ الحسنُ، والحسينُ عليهِما قميصانِ أحمرانِ يمشيانِ ويعثُرانِ، فنزلَ وحملَهما، فقال: صدقَ اللَّه: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ رأيتُ هذينِ يمشيانِ ويعثرانِ في قميصيْهما فلم أصبر حتَّى نزلتُ فحملتُهما)[صحيح البخاري]
المقالات المتعلقة بتعامل الرسول مع أهل بيته