أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام القرآن الكريم ليكون مرجعيّة المسلم في حياته، ودستور الأمة لإصلاح جميع جوانب الحياة الإنسانيّة، وفي حين ضلّت الأمم السابقة حينما تركت كتبها السماوية، ولم تحرص على تطبيق أحكامها وما تضمّنته من منهج رباني، وتميّزت أمتنا الإسلامية وخاصة قرون الإسلام الأولى بأنّها حافظت على كتاب ربّها، وعملت به.
معنى العمل بالقرآن الكريمن العمل بالقرآن الكريم يكون من خلال تطبيق ما تضمنه من أحكامٍ شرعية، واتّباع المنهج القرآنيّ في الأخلاق والتعامل، والاستفادة مما تضمّنته آياته وسوره وقصصه من العبر والدروس، وأخذ العظة والفائدة من قصصه وأمثاله، واتخاذه مرجعيّةً كاملة شاملة لجميع جوانب الحياة وعلى مستوى الفرد أو الجماعة.
منهج الصحابة في العمل بالقرآن الكريمكان السلف الصالح من جيل الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين مثالاً ونموذجاً للعمل بالقرآن الكريم، فقد روي عنهم أنّهم كانوا يقرؤون عشر آياتٍ من كتاب الله عز وجل ولا يجاوزونها إلى الأخرى حتى يتعلموا ما فيها من علمٍ وعمل، وهذا المنهج يؤكد على اهتمام الصحابة بتطبيق آيات القرآن الكريم حتى يكونوا في حياتهم، وسلوكهم، وعبادتهم وكأنهم قرآناً يمشي على الأرض، وقد كانوا وقّافين عند حدود الله تعالى، فإذا تبين لهم تعارض قراراتهم ونهجهم مع نهج القرآن وهديه استدركوا أمورهم وصوبوا قرارتهم وفق آيات القرآن الكريم، ومثال على ذلك يوم خطب الفاروق رضي الله عنه في الناس، وأراد أن يقرر مقداراً معيناً من المهر من بعد مغالاة الناس فيه، فوقفت له امرأة مسلمة وتلت عليه آيةً من كتاب الله وهي قوله تعالى: (إِنْ أَرَدتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)[النساء:20]، فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن قال: (أصابت امرأة وأخطأ عمر) وهذا دليلٌ على التزام الصحابة بآيات القرآن الكريم وعملهم بها.
فوائد العمل بالقرآن الكريمأمّا فوائد العمل بالقرآن الكريم فكثيرة نذكر منها:
المقالات المتعلقة بالعمل بالقرآن الكريم