بحث عن كوكب نبتون

كوكب نبتون هو ثامن الكواكب في نظامنا الشّمسي وأبعدها عن الشّمس، سميّ بهذا الاسم تيمّناً بآلهة الماء عند الرّومان القدماء لتميّزه باللّون الأزرق، تقول الدّراسات بأنّ هذا الكوكب تكوّن بالقرب من الشّمس قبل أن يُهاجر إلى موقعه الحالي، يُعدُّ كوكب نبتون ثالث أكبر الكواكب الهائلة إذ تبلغ كتلتهُ 102,410,000,000,000,000 بليون ممّا يجعله أكبر من الكرة الأرضيّة بسبعة عشرَ ضعفاً، يبلغ عدد الأقمار الّتي تدور حول كوكب نبتون أربعة عشر قمراً، وتحيط به ستّةُ حلقات كبيرة، وتقدّر المسافة التّي تفصله عن الأرض باثنينِ وستّةٍ وسبعين بليون ميلاً.

بيّنت رسومات العالم الشّهير جاليليو في العامين ألفٍ وستمئةٍ واثني عشر والعام ألفٍ وستمئة وثلاثة عشر وجود نقاطٍ دائريّة تبيّن المكان الحالي لكوكب نبتون، ولكن لا يعود الفضل لاكتشافه للعالم جاليليو لأنّه ظّنّ بأنّه كان مخطئاً في تلك المرّتين، ونظراً إلى بُعد كوكب نبتون وقلّة كفاءة أجهزة المراقبة الفلكيّة قديماً، فقد كان من الصّعب على العُلماء رصده مع علمهم بوجوده، ولكن لم يستطيعوا أن يُثبتوا ذلك، إلى أن قامَ العالم أوربين لي فيررير Urbain Le Verrier بالكثير من الدّراسات والحسابات الرياضيّة ليصل إلى المكان المحدّد لهذا الكوكب.

قام هذا العالم بمراسلة العالم جون جالي الذّي اقترح عليه أحد تلامذته أنّ الرّسوم السّابقة للعالم جاليليو والحسابات الريّاضيّة التّي زُوّد بها من قِبل العالم أوربين يُمكنها أن تحدّد المكان الحقيقي لهذا الكوكب وبالفعل فإنّ العالم جون جالي قد وجد الكوكب أبعد بدرجة واحدة فقط من الموقع الذّي وصفه له العالم أوربين عن طريق حساباته الريّاضيّة.

يحتاج كوكب نبتون لثماني عشرة ساعةٍ فقط للدّوران حول نفسه ويعود السبّب لسرعته تلك إلى كونه جسماً غير صلب؛ إذ إنّ غلافه الجّوي يتكوّن من الهيدروجين وغاز الهيليوم وكميّة قليلة من غاز الميثان، ويتكوّن مركز الكوكب من الحديد ومعادن أُخرى، ويُمكن أن تصل درجة الحرارة فيه إلى خمسة آلافٍ ومئةٍ وسبعةٍ وعشرين درجةً مئويّة.

يمتازُ كوكب نبتون بمناخٍ نشطٍ للغاية، فالعواصف الدّوامة والرياح العالية تدورُ حول الكوكب بسرعةٍ تصل إلى ستمئة متر في الثّانية، وأكبر العواصف التّي شهدها هذا الكوكب هي عاصفة بقعة الظّلام العُظمى في عام ألفٍ وتسعمئة وتسعٍ وثمانين التّي دامت نحو خمس سنوات، إنّ الحلقات التّي تدور حول كوكب نبتون مكوّنة من جزيئات الجليد المختلطة مع حُبيباتٍ من الغبار مغلّفةٌ بمادّة أساسها الكربون وأشهر أقماره هو القمر تريتون الذّي يُعّدُّ من أبرد الأماكن في نظامنا الشّمسيّ.