بحث عن ظاهرة الغش

بحث عن ظاهرة الغش

الغش

كثيراً ما نستمعُ في مجالسنا واجتماعاتنا المختلفة إلى أناس يروجون للغش في الامتحانات و في مجالاتِ الحياة، ويشجعون عليها كأنها عمل بطولي جريء، والحقيقة أن الغش في الامتحانات عملٌ خاطىء، وهو إثم ومعصية لا تُبرّر مهما كانت الظروف، ولا تسوغه وتُبيحُه الأعذار الواهية، فالغش في الامتحانات ما هو إلا صورةٌ واحدة من صور الغش في الحياة، فما هو الغش ؟ وما هي أبرز صوره في المجتمع ؟ وماهي عقوبته وجزاؤه ؟

يُعرّفُ الغش عند الناس على أنه خلقٌ سيءٌ يحمل صاحبَه على أن يقوم بفعلٍ غيرِ جائز، تتوافر فيه أساليب الخداع والحيلة والتغرير بالآخرين، بقصد الحصول على ميزات معينة، أو تحقيق غايات مأمولة، أو كسب المزيد من المال .

صور الغش

أما صورُ الغشّ في المجتمع فهي كثيرةٌ، نذكر منها :

  • الغش في التجارة والمعاملات التجارية؛ ومثال على ذلك؛ التاجر الذي يضعُ تاريخاً مزوّراً على سلعته القديمة حتى يستطيع بيعها وتصريفها، أو التاجر الذي يقوم ببيع بضاعة تالفة على أنها بضاعة جديدة، كذلك مَن يضيفُ موادَّ معينةً رخيصةً إلى منتجه، بحيث يقلل من العناصر القيّمة فيه، فيزيدُ بذلك من ربحِهِ، ومثال على ذلك؛ التجار الذين يبيعون زيت الزيتون، ويضيفون إليه زيوتاً رخيصَ الثمن حتى يخدعوا الناس، وكذلك قد يعقد الناس فيما بينهم صفقاتٍ تجاريةً يكون فيها الغش بالخداع والحيلة .
  • الغش بين الحكام؛ فقد حذّر النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- من الحكام الذين يخدعون شعوبهم ويغشونهم، وتوَعّدَهم بحرمانهم من الجنة بقوله: (ما من عبدٍ يسترعيه اللهُ رعيةً يموتُ يومَ يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلاّ حرم اللهُ عليه الجنّة )، فالحاكم مؤتمنٌ على رعيته، وعليه أن يكون صادقاً معهم، فلا يستخدم أساليب الغش والخداع، إنما يقوم بدوره بأمانة، متحملاً المسؤولية التي سيُسأل عنها يوم القيامة، ففي الحديث الشريف يقولُ الأمين -عليهِ الصّلاة والسّلام-: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيتهْ ).
  • الغش من قبل المعلمين والمربّين؛ فالمعلم له رسالته في المجتمع التي ينبغي أن يؤديَها على وجهها الصحيح، وإننا لنلمس في حياتنا المعاصرة كيف أهمل الكثير من المعلمين في تأدية تلك الرسالة العظيمة، حينما غشّوا في أدائها، فترى المعلم يتغيّبُ عن فصله، أو يكون حاضراً دون أن يحرصَ على تعليم طلابه وتلقينهم العلمَ الصحيح .

وإنّ على الناس أن تدركَ أنّ الغش هو إثم ومعصيةٌ قد تجرّ صاحبها إلى مزيد من المعاصي والشرور، وقد تتكالب عليه المعاصي حتى يُحرَم من الجنة، حيثُ جاءَ في الحديث الشريف: (مَن غشّ فليس منّا )، صدق رسول الله -عليه الصلاة والسلام- .

المقالات المتعلقة ببحث عن ظاهرة الغش