طارق بن زياد هو أحد القادة المسلمين ، قيل أنّه فارسيّ من همدان، وذكر آخرون بأنّه من أصولٍ عربيّة من حضرموت، وقيل بأنّه مولى موسى بن نصير والي إفريقية، وقيل بأنه من أصولٍ أمازيغيّة.
طارق بن زياد كان مولى موسى بن نصير والي إفريقيا، حيث ولاه أميراً على برقة، عقب مقتل زهير بن قيسٍ البلوي، لكن طارق بن زياد لم يلبث طويلاً في منصبه، حيث اختير كقائدٍ للجيش، حيث إنه قد أبلى بلاءً حسناً في جميع المعارك التي خاضها، وتميّز بالشجاعة والقوة، حيث ولي على مقدمة الجيش في (المغرب الأوسط)، حيث ساهم في إرساء الأمن ببلاد المغرب، وقام بمحاصرة آخر حصون في الحسيمة أم مدائن المغرب، حتى استسلمت واعتنق أهلها الإسلام، ومن هنا تم افتتاح كامل الشمال الإفريقي، عين بعدها طارق بن زياد والياً على مدينة (طنجة).
معارك طارق بن زيادبعد نجاحه في قيادة الجيش أثناء العمليّات العسكريّة في المغرب، وبقيت سبتة في يد القوطيين وحاكمها (يوليان)، وكان من عادة أشراف القوطيين إرسال أبنائهم إلى بلاط الملك للتعلم ولينشؤوا هناك، فقام (لذريق) ملك القوط باغتصاب ابنة يوليان، وغضب الأخير وقرّر أن ينتقم لابنته فقام بدعوة المسلمين لغزو القوطيين، حيث كان يوليان يمتلك العديد من الإقطاعيات إلى الجنوب من أيبيريا، وعندما تمكّن المسلمون من السيطرة على شمال افريقيا وجد يوليان بأن بقوّتهم ومساعدتهم سيتمكّن من تحقيق أهدافه التي تنحصر في إسقاط لذريق عن عرشه والتخلص من حكمه، فقام بتشجيعهم على العبور لإسبانيا عن طريق إرساله لموسى بن نصير دعوة للعمل على غزو القوط عن طريق عبوره للمضيق، وقام بإعداد السفن لجيش المسلمين لتشجيعهم على هذا الغزو، ووصف بأنّ رجال القوط يمتازون بالضعف وأنّ إسبانيا فيها الخير الكثير.
فتح الأندلسطارق بن زياد كان يراوده حلم عبور المياه إلى الضفة الأخرى، ولم يكن لموسى بن نصير أي اعتراض على هذا العبور لكن يلزمه موافقة الخليفة في دمشق، فقام بإرسال رسول إلى الوليد بن عبد الملك يبلغه عرض يوليان، ويستأذنه في العبور، في بداية الأمر تردد الوليد خشية التغرير بالمسلمين، وأمر بن نصير بالتروِ، والعمل على اختبار البلاد، فقام بن نصير بإرسال طريف بن مالك للإغارة على الساحل الجنوبي لإسبانيا، فكانت الغلبة له حيث عاد بالغنائم الوفيرة، ومن هنا تأكّد للخليفة في دمشق من ضعف الدفاعات الإسبانيّة، ومن هذا المنطلق تمّ إرسال طارق بن زياد على رأس جيشٍ ضخم، فقام طارق بعبور المضيق ونزل في موقعٍ يسمّى اليوم جبل طارق حيث قام بالسيطرة عليه، وأقام هناك عدّة أيام عمل فيها على تنظيم جيشه، وأعد خطة الهجوم لفتح القلاع القريبةِ من المكان، نجح في إسقاط عدد من القلاع والمدن وقام بعدها بالتوغّل في العمق الإسبانيّ حتى بلغ خندة الواقعة إلى الجنوب الغربي من إسبانيا.
علم لذريق بتوغل جيش المسلمين في إسبانيا فأعدّ جيشاً تجاوز في تعداده المائة ألف مقاتل لمواجهة جيش المسلمين، وسار لقتالهم، علم طارق بأمر جيش لذريق فقام بإرسال رسل لموسى بن نصير يطلب منه الدعم فأرسل له الأخير 5000 مقاتل، التقى بعدها الجيشان في معركة طاحنة، حقق فيها المسلمين إنتصاراً حاسماً، وقام القائد طارق بن زياد وجيشه بالقضاء على القوطيين وملكهم، حيث قيل بأنّ طارق قام بقتل لذريق بيده، وبعد هذا الانتصار سيطر المسلمون على الأندلس وأصبح طارق بن زياد حاكماً لتلك البلاد.
المقالات المتعلقة ببحث عن طارق بن زياد