خلق الله تعالى الناس ووزّع المهارات، والمواهب بينهم، فلا يمكن لأيّ باحثٍ أن يجد شخصين متطابقين منظراً ومخبراً، فهناك فروقات حتى بين التوأمين، وهذا هو أحد الأسرار التي وضعها الله تعالى في خلقه. وكنتيجة حتميّة لهذا التنوّع الكبير الذي أوجده الله تعالى في الناس، فقد كان من الضروري عليهم أن يتعاونوا في كافّة المجالات على اختلافها، وقد أدّى هذا التعاون الكبير إلى هذا التطوّر الذي ما كان ليكون لولاه.
حثّت الأفكار العظيمة، والأديان على أهميّة التعاون بين البشر، فمثلاً قال تعالى في القرآن العظيم: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)؛ فالتعاون في كلّ ما هو خير من الضروريات حتى يعيش الناس في سعادةٍ وهناء، وحتى يحقّقوا غاية الله تعالى في خلقهم. وفيما يلي بعض أبرز جوانب أهميّة التعاون في حياة الإنسان.
أهمية التعاون في حياة الناسيمكن أن يتعاون الناس فيما بينهم بالعديد من الطرق والوسائل المختلفة، فمثلاً، بإمكانهم أن يقوموا بعمل جلساتٍ نقاشيّة مختلفة لتناقل الأفكار ونقاشها، كما ويمكن إنشاء الجمعيّات الخيرية التي تساعد على نشر أعمال البر والإحسان التي لا تنتهي أنواعها أو صنوفها، فأعمال البر والإحسان مختلفة؛ إذ يمكن التبرّع بالمبالغ النقديّة بشكلٍ مباشر، أو يمكن أن يكفل الإنسان يتيماً ينفق عليه ويربّيه أحسن تربية، كما ويمكن أن يقوم الناس بإنشاء المدارس التي تُعلّم الفقراء بالمجان، أو إنشاء المدارس التي ترعى المواهب وتنمّي مواهبهم، وهكذا؛ فالأعمال الخيريّة عديدة ومتنوّعة، ويمكن أن تحل العديد من المشاكل، وتساعد الحكومات في ذلك.
عوائق التعاونقد تتشكّل عدة معيقات تحد من تعاون الناس مع بعضهم البعض؛ كالاختلافات العقدية، أو الأيدلوجية، أو اختلافات الآراء التي قد يذهب ضحيّتها آلاف الأشخاص، إن لم يكن أكثر كما يحدث في الدول القمعيّة والدكتاتورية، ومن المعيقات أيضاً المعيقات المكانية، والمالية، إلّا أنّ مثل هذه المعيقات بحاجة إلى جهد أكبر، عندها سيتمّ حلّها والتغلّب عليها بشكلٍ جيد.
المقالات المتعلقة ببحث عن التعاون