امتصاص فيتامين د

امتصاص فيتامين د

فيتامين د

يُعرف فيتامين د (vitamin d) بفيتامين أشعّة الشّمس، وينتمي فيتامين د إلى مجموعة من السّيكوسترويد القابلة للذّوبان في الدّهون، ويُعدّ أحد أكثر أنواع الفيتامينات نُدرةً في جسم الإنسان، ومن الممكن أن يُصنَّع داخل جسم الإنسان تلقائياً من الكولسترول فورَ تعرّضه لأشعّة الشّمس الكافية. وعلى الرّغم من اعتبار فيتامين د نوعاً من أنواع الفيتامينات إلّا أنه في الواقع ليس فيتاميناً غذائيّاً أساسيّاً؛ نظراً لإمكانيّة تصنيعه من أشعة الشّمس في كافة أجسام الثديّيات، والأصحّ اعتباره مركّباً كيميائيّاً عضويّاً.

من المتداول أنّ أيّ زيادة أو نقصان في وجود أيّ مادة في جسم الإنسان تتسبّب في حدوث آثار جانبيّة، ويُشار إلى أنّ الحالة الشّائعة في أمراض فيتامين د هي النّقصان وليست الزّيادة؛ ويعود السّبب في ذلك إلى قلّة التعرض لأشعّة الشّمس، وافتقار النظام الغذائي اليوميّ للإنسان لفيتامين د، ويترك هذا أثراً سلبيّاً في صحته وقد يؤدي إلى: الكساح، ولين العظام وتخلخلها وهشاشتها، بالإضافة إلى ارتفاع احتماليّة الإصابة بمرض السّكّري، وغيرها الكثير من الأمراض.

امتصاص فيتامين د

يُنتَج فيتامين د في أعمق طبقتين في جسم الانسان، وهما: القاعدية، والشائكة، ويبدأ جسم الكائن الحيّ بامتصاصه فور تعرّض جلده لأشعة الشمس، ويحدث ذلك نتيجة تفاعل الأطوال الموجية للأشعة فوق البنفسجية عند الأطوال 270 و300 نانومتر تقريباً مع 7-ديهيدروكوليستيرول، فينتِج الجسم فيتامين د3.

يحتاج جسم الإنسان الطبيعي إلى امتصاص 600 وحدة عالمية من فيتامين د، ولقدرة جسم الكائن الحيّ على امتصاصه دور كبير في الاستفادة منه، فلا يكفي الأخذ بالأسباب بالحصول عليه من مختلف مصادره فحسب، بل يجب أن يكون لدى الجسم القدرة الكافية على امتصاصه وتصنيعه بصورة طبيعيّة؛ لأنّ سوء امتصاصه يؤدّي إلى نقص فيتامين د، وبالتّالي ظهور المشاكل الصحية الوخيمة، وقد يحدث ذلك نتيجة وجود خلل أو تدهور في وظائف أعضاء الجسم في امتصاص الفيتامينات والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، وذلك يحدّ من إيصالها إلى الدم لتغذّيه وتمده بما يحتاجه من فيتامينات وعناصر، وبناءً على ذلك يُطرح الطعام غير المُمتصّ في جهاز الإخراج، ليخرج إلى خارج الجسم على شكل فضلات برازية.

إنّ سوء امتصاص العناصر والفيتامينات ليس من الأمور السّهلة؛ فقد يتسبب بحدوث التهاب بنكرياسي مُزمن، والإصابة بمرض كرون والردوب المعويّة والمرض الجوفي، والتحسّس من اللاكتوز، وقد يصل الأمر أحياناً إلى استئصال جزء من الأمعاء الدقيقة.

تشير الدّراسات إلى أن لامتصاص فيتامين د علاقة وثيقة بنوع العقار الطبي الذي يتناوله المريض، ففي بعض الحالات قد يصبح الجسم عاجزاً عن امتصاص الفيتامين لفترة زمنية طويلة، ومن أهمّ هذه الأدوية: أدوية الكورتيزون وضغط الدّم والكولسترول، ومضادّات الحموضة، وأدوية الاكتئاب.

المقالات المتعلقة بامتصاص فيتامين د