توصلت الدّراسات النفسية التي أجريت على الإنسان إلى مدى أهمية نظرته لِنفسه وتفجر قوته من داخله، لذلك تخَصَّص الكثيرون في هذا المجال لمحاولة توجيه طريقةِ تفكير الشخصِ بشكلٍ نفسيٍ سليم، ولكنّ مشاعر الإنسان متقاربةٌ من بعضها البعض فيمكن أنْ تتداخل مشاعر معينةٍ ضمن دائرة مشاعرٍ أخرى، ومن هذه المشاعر القريبة جداً الغرور والثقة بالنفس.
كثيراً ما نتعامل مع شخصٍ معين ونطلق لقب المغرور عليه، بينما قد نطلق عل شخصٍ آخر صفة الثقة بالنفس، وفي هذا المقال سنتحدث عن الفرق بينهما.
الفرق بين الغرور والثقة بالنفسالثقة بالنفس هي تقدير الإمكانات التي يمتلكها الشّخص نفسه، وحسن استخدامها لحل المشكلات بشكلٍ سليمٍ، وترتبط بهذه الثقة احترام وجهات نظر الآخرين، وأفكارهم، وآرائهم، واستخدام الطّرق الرّاقية في حل النّزاعات، وإقناع الطرف الآخر.
بينما الغرور هو الشّعور بالعظمة والكمال وعدم وجود أي نقصٍ في شخصية الفرد، وطبعاً هذا كلام غير سليمٍ؛ فلا يوجد من يتصف بالكمال فهو لله تعالى وحده، وكل مخلوق في هذا الكون يعاني من نقصٍ ما يكمّله شخصٌ آخر يتصف بما يفتقره الأول، وطبعاً الشخص الثاني يعاني أيضاً من نقصٍ ما كذلك وهكذا.
إن الفرق بين الغرور والثقة بالنفس شعرةٌ، وكلما زادت الثقة بالنفس فإنّها تؤدي إلى الشعور بالغرور، فالشخص عندما يبدأ بالشعور أنّه قادرٌ على حل ما يتصدر أمامه من مواقف بشكلٍ صحيح فإنّ الشعور بالغرور يتسرّب إلى نفسه، وإذا لم يتنبه لنفسه سريعاً ستبدأ مرحلة الفشل لديه المرافِقة للشّعور بالغرور.
قد ذهب البعض إلى تفسير الغرور أنّه فقدان الثقة بالنفس، حيث يحاول الشّخص المغرور تقديم شيء مغايرٍ لما يشعر به لأنّه لا يستطيع مواجهة نفسه وشعوره بعدم الثقة.
كيفية تنمية الثقة بالنفسالمقالات المتعلقة بالفرق بين الغرور والثقة بالنفس