فرض الله تعالى على المسلمين أجمعين فرائِض محدّدةً يجب الالتزام بها ويُؤثم تاركها؛ فالإسلام دينٌ منَظّم يحيط بحياة الإنسان من جميع الجهات؛ حيث إنّه لم يترك شيئاً إلّا وفسّره وحدّد حدوده، ولكن في بعض الحالات قد تختلط بعض الأمور على غير الدارِسين لأحكام الدين الإسلاميّ، فيقعون في مدى وجوبِ بعضِ الأوامر، أو تتشابه عليهم بسبب اختلافِ الأئمة في الرأي، ومن هذه الأمور التي قد تختلط على بعض المسلمين مسألة الزَّكاة والصَّدقة، فهما أمران محبّبان في الإسلام ويُكسِبان صاحبهما الكثير من الأجر والثوابِ ونيل رضا الله عز وجل، ولكن ما الفرق بينهما؟
الفرق بين الزَّكاة والصَّدقة - الزَّكاة ركن من أركان الإسلام الخَمسة ولا يصح إسلام المرء إلّا بِها، قال صلى الله عليه وسلّم: (( بني الإسلام على خمسٍ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج وصوم رمضان )) متفق عليه أخرجه البخاري. بينما الصدقة ليست من أركان الإسلام ويصحّ إسلام المرء من دون الإتيان بها.
- تجِب الزَّكاة في مالِ الغنيّ للفقير، ويجب أن يخرجها القادِر عليها طوعاً وكرهاً، بينما الصدقة ليست واجبة وإنما يأتي بها العبد للتقرّب إلى الله تعالى ويكسَب الأجر والثواب.
- للَّزكاةِ شروطٌ وأحكامٌ مثل مرور مدةٍ معينةٍ عليها أو إخراجها في موعدِ محدد مثل زكاة الفطر، ولها كميةٌ محددةٌ أو قيمةٌ معينةٌ، بينما الصَّدقة لا يوجد لها شروط ٌويستطيع المسلم إخراج ما تطيب نفسه عنه ويُقدّمها لمن يحتاجها.
- أوجب الله تعالى تقديم الزَّكاة لفئاتٍ محددّةٍ من المجتمع الإسلاميّ وليس لغيرهم من المسلمين وهم: الفقراء، والمساكين، والمؤلفة قلوبهم، والعاملين عليها، وفي الرِّقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، ولابن السبيل، ولا يجوز أن تُعطى للفروع وهم الأبناء وأبناؤهم، والأصول هم الآباء والأجداد، كما لا يعطى منها القويّ والذي يستطيعه العمل والكسب الحلال، بينما يجوز للمسلم إعطاء الصدقة لهؤلاء الفئات وغيرها من المسلمين.
- أجمع علماء الدين على وجوب ِأخذ أموال الزَّكاةِ وتوزيعها على مستحقيها داخل البلد، بينما يجوز تقديم الصَّدقة لمن هم داخل البلد أو خارجها.
- تعتبر الزَّكاة من الأمور التي يجب تأديتها عن الميت؛ حيث إنّه لو توفّي شخصٌ ولم يُخرج زكاة مالِه فعلى الورثة إخراج الزكاة قبل تقسيم الميراث أو تنفيذ وصيّة الميت، بينما الصدقة فلا يجب إخراجها عن الميت بعد موتِه.
- يعاقِب الله تعالى من يترك الزَّكاة عمداً مع القدرة عليها، بينما الصَّدقة لا توقِع غضب الله تعالى على من تركها.