يعتبر الإسلام في الوقت الحاضر من أكثر الحركات الدينيّة البارزة في الولايات المتحدة الأمريكيّة، وهو الأسرع انتشاراً في الوقت الراهن، وبينما كان الإسلام قديماً مرتبطاً بالعرب فقط، فإنّه اليوم دين عالميّ ودخله الكثير من الأجانب والأمريكيين.
لو أردنا أن نعرف تاريخ انتشار هذا الدين في الولايات المتحدة الأمريكيّة فإنّه بدأ بهجرة العرب، والذين لا يأكلون لحم الخنزير ويؤمنون بهذا الدين وذلك في عام ألف وسبعمئة وسبعة عشر ميلادي، وكذلك بهجرة المسلمين المغاربة "المورو" إلى ولاية كارولينا الجنوبيّة في عام ألف وسبعمئة وتسعين ميلادي، لتكون بداية الإسلام في أمريكا، حيث إنّ هؤلاء هاجروا إلى أمريكا وحاولوا أن يربّوا الجمال في ولاية أريزونا، وقد استفادت منهم أمريكا لصالح قيامهم بهذا العمل.
لو تتبعنا التواريخ المهمّة لهجرة المسلمين لأمريكا، للاحظنا أنّها ارتبطت بشكل كبير بالحربين العالميّتين الأولى والثانية، وبقوانين الهجرة إليها ولغيرها من الدول الأجنبيّة.
من أهمّ الأعوام التي شهدت هجرة كبيرة للمسلمين إلى أمريكا: عام ألف وثمانمئة وسبعة وخمسين، وعام ألف وتسعمئة واثني عشر، وعام ألف وتسعمئة وثمانية وثلاثين، وعام ألف وتسعمئة وسبعة وأربعين، وعام ألف وتسعمئة وستين، حيث إنّ معظم المهاجرين في هذه السنوات كانوا من بلاد الشام من سوريا، ولبنان، وفلسطين، والذين وفدوا إليها لأهداف العلم، والعمل الحرفيّ، وقد استقرّوا فيها منذ ذلك الزمن.
كما هاجر إليها الكثير من مسلمي الاتحاد السوفييتي، ويوغسلافيا، وألبانيا، والقوقاز، والشركس؛ وذلك بعد الحملة الشرسة التي تعرضوا لها في هذه الدول، ومحاولة قتل المسلمين والقضاء على الإسلام، وحاولوا فيما بعد الاندماج بالمجتمع الأمريكيّ، وتزوجوا منهم، واندمجوا فيهم ليصبحوا جزءاً لا يتجزّأ من الشعب الأمريكيّ.
أمّا في يومنا هذا فإنّ المسلمين الوافدين إلى أمريكا قدموا إليها من أكثر من ستين دولة، وقد تمّ إنشاء منظمات إسلاميّة تُعنى بالمهاجرين المسلمين كرابطة العالم الإسلاميّ، واتحاد الطلبة المسلمين، وغيرها.
قد دخل كثير من الأجانب إلى هذا الدين بعد أن عاشر الناس المسلمين وأحبّوا الإسلام وأخلاقه، ووجدوا فيه السكينة والطمأنينة للروح، وقد وصل عددهم إلى ما يزيد عن مليوني شخص تقريباً.
أرقام عن الإسلام في أمريكاالمقالات المتعلقة بالإسلام في أمريكا