تتعدّد وجوه جمال الشعر العربي، فقد يكون جميل الصياغة، أو جميل المعنى، أو جميل المشاعر، وتكثر تلك الأبيات التي تشمل أكثر من جانب واحد من عناصر الجمال الشعري، والآتي بعضاً من جميل الأبيات الشعرية.
أحلى أبيات الشعروأشمتّ بي من كان فيك يلوم
إن كان تفريق الأحبة في غد
ورداً وعضّت على العناب بالبرد
خضعت لديه وحركت أذنابها
وإذا رأت يـوماً فقيراًعابراً
نـبحت عليه وكشّرت أنيابها
تغدو إلى دنيا تعاني الفشل
حتى يعود إليها الطَّرْف مشتاق
فياليتني كنت الطبيب المداويا
ولكن الرزية فقد حر يموت لموته خلق كثير
وعاد عذولي بالهوى لي شافعا
يُرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر
صاح الحذاء بأي ذنب أُضرب
ألفيتَ كل تميمة لاتنفع
على قــدر الهوى اختلف الجنون
على الناس مات الناس من شدّة الحب
لعل له عذراً وأنت تلوم
مابال قلبك لا يكون رقيقا
من أمثالها حتى تجودوا بها ليا
بل اسقني بالعزّ كأس الحنظلٍ
وأُظلم في الدنيا وأنت نصيري
فعجبت كيف يموت من لا يعشق؟
وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ
ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ
ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ
هي حيلة أخرى ولن تتجدّدا
تعددت الأسباب والموت واحد
ولحم الضّأن تأكله الكلاب
ترى عبداً ينام على حريرٍ
وذو نسب مفراشه التراب
بسْقطِ اللَّوى بينَ الدَّخولِ فَحَوْمَلِِ
وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا
فلا تظنّ أن الليـــث يبتسم
فكل رداء يرتديه جميلُ
ما الحب إلا للحبيب الأول
أقطف تبارك اسم الواحد الأحد
وقاتل الروح لا تدرى به البشر
يوماً على الآلة الحدباء محمول
لا يؤلم الجرح إلا من به ألم
قتلننا ثم لم يُحيين قتلانا
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصّبرا
ولكن من يبصر جفونك يعشق
فرجوعها بعد التّنافر يعسر
إن القلوب إذا تنافر ودّها
مثل الزّجاجة كسرها لا يجبر
خلق القلوب الخافقات حديدا
لفاتنة في الحيّّ شيمتها الغدر
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
إلا الحماقة أعيت من يداويها
إلا البلاء الذي يُدني من النار
ولكن بقاء العاشقين عجيب
عار عليك إذا فعلت عظيم
فوجدت أكرم من سألت بخيلا
لو أن في هذي الجموع رجالاً
تخرُّ له الجبابر ساجدينا
فهي الشاهدة لي بأني كامل
سرّاً يمزّقني وليس يقال
شبه الزجاجة كسـرها لايجبـر
أنا النهار وهم فيه الخفافيش
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
وعاش قوم وهم في الناس أموات
كيف السبيل إلى وصالك دلّني
وأن الحرب مبدأها كلامُ
كعاشق خَطّ سطراً في الهوى ومحا
جلبن الهــوى من حيث أدري ولا أدري
فكن كأنك لم تسمع ولم يقل
فلا يغرّ بطيب العيش إنسان
أهو الحياء خجلاً أم هو الفقر
من عينِ كاذبةٍ فأنكر وادّعى
بكل يد مضرجة يدقُّ
لأعددت قبل أن ألقاك أكفانا
والسر عند كرام الناس مكتومُ
وأنا المُحرّم عن لذّاته كل الدّهور
لو شفَّك الوجـدُ لم تعَذِل ولم تلمِ
وحسب المنايا أن يكنَّ أمانيا
لأغمضت طوال الدهر أجفاني
هل سار منها بغير الطّيب والكفن؟
يدعو عليك وعين الله لا تنم
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
وَأَنَّكِ مهما تأْمُري الْقَلْبَ يَفْعَلِ
وتشتاق لهم العين وهم في سوادها
فاصفح لأجل الود ليس لأجله
إنما الدنيا كبيتٍ نسجته العنكبوت
روحي فداك عرفت أم لم تعرف
ولحم الضأن تأكله الكلاب
والسّيف والرّمح والقرطاس والقلم
حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
وعار على الشبعان إن جاع صاحبه
وبكى قلبي دماً تسرّب بين أضلعي
واقصد غيري فإن غيري معطاء
ولزرت قبرك والحبيب يزار
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
إنّّ التّـَقيَّ هـوَ البَهيُّ الأهيَبُ
وحلاوة إن صار غيرك علقما
ومثواك في قلبي فأين تغيب؟!
ونعوذ بالله من شر الشياطين
لي الويل ممّا يكتب المَلِكَــان
وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر
إذا كان ما بين القلوب بعيد
واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
ولكنهم في النائبات قليلُ
وتركتُ قلباً في هواك يُعذّب
يغطيهِ كما قيل السّخاءُ
فالجِد جِدٌ والمزاح مزاح
فأنت بالنّفس لا بالجسم إنسان
فعسى يرى بين السطور الأدمُعا
تداول سمع المرء أنمله العشر
نديم ولا يفضي إليه شرابُ
من جاهد يصل الدؤوب فيحرم
مال ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا
ودورنا لخراب الدّهر نبنيها
لهم بإخفاء شمسٍ ضوؤها متكامل
كيف تغدو إذا غدوت عليلا
أيهذا الشاكي ومابك داءٌ
كن جميلاً ترى الوجود جميلا
ملك الفؤاد فما عسى أن أصنعا
رقصت على جثث الأسود كلابا
لديك فأحترقت ظلماً جناحاتي
علمت شيئاً وغابت عنك أشياء
قصائد شعرية جميلةمن جميل القصائد العربية اخترنا لكم ما يأتي:
حواسّي النائمةغادة السّمان
أيقظت حواسي النّائمة
وأنعشت حماسي الممطر ضجراً
وأعدت إلي الضحك
الذي عدوت خلفه طويلاً في دروب العالم
ومنذ عرفتك
لم تمرّ لحظة لم أهتف بها باسمك
كما أتنفس
ولم تمرّ دقيقة لم أكن فيها ملتهبة حماساً وعملاً
حتى كدت لا أجد وقتاً لك
أنت يا نهر الفرح
جرفتني
خذني إلى قاعك
دعني أغرق اليك ! ...
يقول غراهام غرين :
إنّ الفشل شكل من أشكال الموت
أقول له:
ولكن الفراق هو الموت ...
ويضيع العمرفاروق الجويدة
يا رفيقَ الدَّرب
تاه الدَّرْبُ منّا .. في الضّباب
يا رفيقَ العمر
ضاعَ العمرُ .. وانتحرَ الشّباب
آهِ من أيّامنا الحيرى
توارتْ .. في التّراب
آهِ من آمالِنا الحمقى
تلاشتْ كالسّراب
يا رفيقَ الدَّرْب
ما أقسى الليالي
عذّبتنا ..
حَطَّمَتْ فينا الأماني
مَزَّقَتْنا
ويحَ أقداري
لماذا .. جَمَّعَتنا
في مولدِ الأشواق
ليتها في مولدِ الأشواقِ كانتْ فَرّقَتْنا
لا تسلني يا رفيقي
كيف تاهَ الدربُ .. مِنَّا
نحن في الدنيا حيارى
إنْ رضينا .. أم أَبَيْنَا
حبّنا نحياه يوماً
وغداً .. لا ندري أينَ !!
لا تلمني إن جعلتُ العمرَ
أوتاراً .. تُغنّي
أو أتيتُ الروضَ
منطلقَ التمنّي
فأنا بالشّعرِ أحيا كالغديرِ المطمئنِّ
إنما الشعرُ حياتي ووجودي .. والتمنّي
هل ترى في العمر شيئاً
غير أيامٍ قليلة
تتوارى في الليالي
مثل أزهارِ الخميلة
لا تكنْ كالزهرِ
في الطُّرُقَاتِ .. يُلقيه البشر
مثلما تُلقي الليالي
عُمْرَنا .. بين الحُفَر
فكلانا يا رفيقي
من هوايات القَدَر
يا رفيقَ الدَّرْب
تاهَ الدربُ مني
رغمَ جُرحي
رغمَ جُرحي ..
سأغنّي
خمس أغانٍ للألمنازك الملائكة
مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
ساقي مآقينا كؤوسَ الأرَقْ
نحنُ وجدناهُ على دَرْبنا
ذاتَ صباحٍ مَطِيرْ
ونحنُ أعطيناهُ من حُبّنا
رَبْتَةَ إشفاقٍ وركنًا صغيرْ
ينبِضُ في قلبنا
فلم يَعُد يتركُنا أو يغيبْ
عن دَرْبنا مَرّهْ
يتبعُنا ملءَ الوجودِ الرحيبْ
يا ليتَنا لم نَسقِهِ قَطْرهْ
ذاكَ الصَّباحَ الكئيبْ
مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
ساقي مآقينا كؤوس الأرَقْ
مِن أينَ يأتينا الأَلمْ؟
من أَينَ يأتينا؟
آخَى رؤانا من قِدَمْ
ورَعى قوافينا
أمسِ اصْطحبناهُ إلى لُجج المياهْ
وهناكَ كسّرناه بدّدْناهُ في موج البُحَيرهْ
لم نُبْقِ منه آهةً لم نُبْقِ عَبْرهْ
ولقد حَسِبْنا أنّنا عُدْنا بمنجًى من أذَاهْ
ما عاد يُلْقي الحُزْنَ في بَسَماتنا
أو يخْبئ الغُصَصَ المريرةَ خلف أغنيَّاتِنا
ثم استلمنا وردةً حمراءَ دافئةَ العبيرْ
أحبابُنا بعثوا بها عبْرَ البحارْ
ماذا توقّعناهُ فيها؟ غبطةٌ ورِضًا قريرْ
لكنّها انتفضَتْ وسالتْ أدمعًا عطْشى حِرَارْ
وسَقَتْ أصابعَنا الحزيناتِ النَّغَمْ
إنّا نحبّك يا ألمْ
من أينَ يأتينا الألم؟
من أين يأتينا؟
آخى رؤانا من قِدَمْ
ورَعَى قوافينا
إنّا له عَطَشٌ وفَمْ
يحيا ويَسْقينا
أليسَ في إمكاننا أن نَغْلِبَ الألمْ؟
نُرْجِئْهُ إلى صباحٍ قادمٍ؟ أو أمْسِيهْ
نشغُلُهُ؟ نُقْنعهُ بلعبةٍ؟ بأغنيهْ؟
بقصّةٍ قديمةٍ منسيّةِ النَّغَمْ؟
ومَن عَسَاهُ أن يكون ذلك الألمْ؟
طفلٌ صغيرٌ ناعمٌ مُستْفهِم العيونْ
تسْكته تهويدةٌ ورَبْتَةٌ حَنونْ
وإن تبسّمنا وغنّينا له يَنَمْ
يا أصبعًا أهدى لنا الدموع والنَّدَمْ
مَن غيرهُ أغلقَ في وجه أسانا قلبَهُ
ثم أتانا باكيًا يسألُ أن نُحبّهُ؟
ومن سواهُ وزّعَ الجراحَ وابتسَمْ؟
هذا الصغيرُ... إنّه أبرَأ مَنْ ظَلَمْ
عدوّنا المحبّ أو صديقنا اللدودْ
يا طَعْنةً تريدُ أن نمنحَها خُدودْ
دون اختلاجٍ عاتبٍ ودونما ألمْ
يا طفلَنا الصغيرَ سَامحْنا يدًا وفَمْ
تحفِرُ في عُيوننا معابرًا للأدمعِ
وتَسْتَثيرُ جُرْحَنا في موضعٍ وموضعِ
إنّا غَفَرْنا الذنبَ والإيذاء من قِدَمْ
كيف ننسىَ الألَمْ
كيف ننساهُ؟
من يُضيءُ لنا
ليلَ ذكراهُ؟
سوف نشربُهُ سوف نأكلُهُ
وسنقفو شُرودَ خُطَاه
وإذا نِمنا كان هيكلُهُ
هو آخرَ شيءٍ نَرَاهْ
وملامحُهُ هي أوّلَ ما
سوف نُبْصرُهُ في الصباحْ
وسنحملُهُ مَعَنا حيثُما
حملتنا المُنى والجراحْ
سنُبيحُ له أن يُقيم السُّدودْ
بين أشواقنا والقَمَرْ
بين حُرْقتنا وغديرٍ بَرُودْ
بين أعيننا والنَّظَرْ
وسنسمح أن يَنْشُر البَلْوى
والأسَى في مآقينا
وسنُؤْويه في ثِنْيةٍ نَشْوَى
من ضلوع أغانينا
وأخيرًا ستجرفُهُ الوديانْ
ويوسّدُهُ الصُّبَّيْر
وسيهبِطُ واديَنَا النسيان
يا أسانا، مساءَ الخَيْرْ!
سوف ننسى الألم
سوف ننساهُ
إنّنا بالرضا
قد سقيناهُ
نحن توّجناكَ في تهويمةِ الفجْرِ إلهَا
وعلى مذبحكَ الفضيّ مرّغْنَا الجِبَاهَا
يا هَوانا يا ألَمْ
ومن الكَتّانِ والسِّمْسِمِ أحرقنا بخورَا
ثمّ قَدّمْنا القرابينَ ورتّلْنَا سُطورَا
بابليَّاتِ النَّغَمْ
نحنُ شَيّدنا لكَ المعبَدَ جُدرانًا شَذيّهْ
ورَششنا أرضَهُ بالزَّيتِ والخمرِ النَّقيَّهْ
والدموع المُحرِقهْ
نحن أشعلنا لكَ النيرانَ من سَعف النخيلِ
وأسانا وَهشيم القمح في ليلٍ طويلِ
بشفاهٍ مُطْبَقَهْ
نحنُ رتّلْنَا ونادَيْنا وقدّمْنا النذورْ:
بَلَحٌ من بابلِ السَّكْرَى وخُبْزٌ وخمورْ
وورودٌ فَرِحَهْ
ثمّ صلّينا لعينيك وقرّبنا ضحيّهْ
وجَمَعْنا قطَراتِ الأدمُعِ الحرّى السخيّهْ
وَصنَعْنا مَسْبَحَهْ
أنتَ يا مَنْ كفُّهُ أعطتْ لحونًا وأغاني
يا دموعًا تمنحُ الحكمةَ، يا نبْعَ معانِ
يا ثَرَاءً وخُصوبَهْ
يا حنانًا قاسيًا يا نقمةً تقطُرُ رحْمَه
نحنُ خبّأناكَ في أحلامنا في كلّ نغْمهْ
من أغانينا الكئيبهْ
دع عنك لوميأبو نواس
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ
ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها
لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
مِنْ كف ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ
لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ
َقامْت بِإبْريقِها ، والليلُ مُعْتَكِرٌ
فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة ً
كأنَّما أخذَها بالعينِ إغفاءُ
َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمُها
لَطافَة ً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها
حتى تَوَلدَ أنْوارٌ وأَضواءُ
دارتْ على فِتْيَة ٍ دانًَ الزمانُ لهمْ،
فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا
لتِلكَ أَبْكِي ، ولا أبكي لمنزلة ٍ
كانتْ تَحُلُّ بها هندٌ وأسماءُ
حاشى لِدُرَّة َ أن تُبْنَى الخيامُ لها
وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاءُ
فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفة ً
حفِظْتَ شَيئًا ، وغابَتْ عنك أشياءُ
لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَ امرَأًَ حَرجًا
فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ
المقالات المتعلقة باحلى ابيات شعر