الشعر هو الوسيلة الأرقى للتعبير بالكلمات عن المشاعر والأفكار، وتعدّ كتابة الشعر الجيّد من الأمور عظيمة الأهمية التي تعلي من شأن الثقافة العام واللغة الذي يكتب بها الشعر، واللغة العربية من اللغات الغنيّة بالألفاظ التي استخدمها الشعراء والأدباء على مرّ الزمن في نظم الأشعار في جميع الأقطار التي تتحدث العربية. ويخاطب الشعر العاطفة والعقل معاً في لغة قوية تنساب إلى القارئ فتملك عليه وجدانه، ويكون الشعر ناجحاً وقوياً كلما استطاع الشاعر مطابقة ما في ذهنه وما يختلج في نفسه بالكتابة الشعرية من حيث اختيار المعاني والصور. وعلى هذا فإنّ إرادة كتابة الشعر وحتى الموهبة التي تتمثل في الإلهام والقدرة على نظم الأبيات لا يكفيان لكتابة الشعر الجيد بالشكل الحديث، وإنّما يجب التدريب ومعرفة أصول كتابة الشعر.
كيفية كتابة الشعرهناك خطوات مهمّة عليك القيام بها حتى تصبح قادراً على كتابة الشعر، من هذه الأمور ما يأتي: [١]
يتكوّن الشعر، كما في جميع الأعمال الأدبية، من خمسة عناصر أساسية تعمل على بنائه، وهي: [٢]
اللغةاللغة هي الوسيط الذي يتمّ من خلاله إيصال الشعر إلى القراء أو المستمعين، لذا يجب على الشاعر أن يكون ملماً بالقواعد اللغويّة والنحويّة وقادراً على الإبداع من خلال الالتزام بها. كذلك فإنّ اللغة تتطلب معرفة دقيقة ببحور الشعر العربي، وتمرّس في كتابة أشعار على أوزان تلك البحور، وذلك قبل الشروع في الخروج عنها والإتيان بجديد، حيث إنّ العديد من الشعراء الجدد يقولون بعدم أهمية الشعر العربي القديم وبحوره وأنّ كل ما عليهم هو التعبير عن أفكارهم دون التزام بالقواعد الشعرية، وليس هذا صحيح لأنّه من غير المعقول أن يتمرّد الكاتب على شيء لم يمرّ به من قبل؛ لذا فإنّ القراءات المتعمقة في الشعر ومدارسه والالتزام بالقواعد في البداية ستزيد من فرص التقدم والمهارة في كتابة الشعر.
الموضوعإنّ الشاعر يتحدّث في كل قصيدة عن موضوع أو أكثر، وكما هو معروف عن الشعر العربي القديم موضوعاته التي تناولت الفخر والرثاء والغزل والبكاء على الأطلال والمديح، فإنّ الشعر الحديث تناول موضوعات شتى تهمّ القارئ وتشغل وجدانه. لذا على الشاعر أن يكون مهموماً بهموم الآخرين، وإن كانت قصائده تعبر عن تجاربه الذاتية فيجب أن تكون محدثة تمسّ القارئ المعاصر. ويمكن تطوير اختيار الموضوعات من خلال الإكثار من القراءة في المجالات التاريخية والفلسفية والسياسية المختلفة، وكذلك خوض التجارب الحياتية التي تصنع الشعراء، فلكل شاعر كبير سيرة ذاتية حافلة بالتجارب.
الخياليعتمد الخيال على قدرة الشاعر في وصف عواطفه وأفكاره بطريقة فنّية تعتمد على المُحسّنات البديعية، كالتشبيه، والاستعارة، ودمج أكثر من صورة معاً ليتثج صورة جديدة خيالية تعبّر عما يريده، وتصف ما يراه بعينه ويذكره قلمه. يمتاز الشاعر عن غيره، ويتميّز أيضاً عن غيره من الشعراء بقدرته على التخيّل، ونسبه الخيال في شعره.
العاطفةالشعر يعتمد بشكل أساسي على العواطف، سواء كانت عاطفة حب، أو كره، أو ألم، أو حزن، أو غيرها، وإذا خلا العمل الأدبي بشكل عام، والشعر بشكل خاص، خرج من شكله الأدبي إلى القالب العلمي البحت، وعليه، تُعتبر العاطفة من أهم مقوّمات القصيدة، وعامل أساسي في بيان صدقها وحقيقتها.
النَّظْميقوم النظم على مهارة الشاعر العالية على الربط بين جميع العناصر السابقة وتنسيقها معاً؛ فيختار الكلمات المناسبة ليضعها في مكانها المناسب، ويختار الصورة التي تخدم الفكرة، بكلمات تُوضّح صدق العاطفة، وتربط أطراف القصيدة ببعضها البعض، بحيث تكون جميعها تصبّ في كان واحد ولا تتضارب أو تُعارض إحداها الأخرى.
المراجعالمقالات المتعلقة بكيف أكتب شعر