إخراج الزكاة الزكاة حقٌّ واجبٌ في مالٍ بشروطٍ معينةٍ وتصرف لفئةٍ محددةٍ، وفي وقتٍ زمنيٍّ معلومٍ، والزّكاة ركنٌ من أركان الإسلام وأحد مبانيه العظام، وقد اقترنت في القرآن الكريم بالصّلاة في مواضع عدةٍ قال الله تعالى:"وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة".
أجمع علماء المسلمين على أنّ الزكاة فرضٌ على كل مسلمٍ في حال تحقّقت شروطها؛ ومن أنكر وجوبها مع علمه فهو كافرٌ، ومن أنقص منها أو أخلّ بشيءٍ منها فهو من الظالمين وفي قصة بعث معاذ بن جبل إلى اليمن من قبل النّبي صلى الله عليه وسلم قال له:"فإنْ هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أنّ الله افترض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم" والصّدقة هنا هي الزّكاة؛ لأنّها فرضٌ.
الأموال التي تجب فيها الزّكاة - الخارج من باطن الأرض من الحبوب والثّمار قال تعالى:"وآتوا حقه يوم حصاده"؛ فتجب فيه الزكاة وقت الحصاد أو جمع المحصول بمقدار العشر إذا سقي من ماء المطر أو الأنهار ونصف العشر إذا سقي بماءٍ على نفقة زارعه، أمّا الخضراوات فلا زكاة فيها.
- زكاة الذّهب والفضة والمال النقديّ قال تعالى:"والذين يكنزون الذّهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ"؛ فتجب الزكاة فيهم إذا أعدوا للادّخار وبلغواالنصاب، ونصاب الذهب أي 85 غراماً فيه ربع العشر، والفضة 595 غراماً وفيه ربع العشر أيضاً عندما يحول عليه الحول، وكذلك المال النقديّ بعد مرور الحول يقدّر بالذهب أو الفضة وتخرج قيمته.
- عروض التجارة ويقصد به كل مالٍ أعد للتجارة بكافة أشكالها وأنواعها؛ فتقدر قيمتها بنصاب الذهب أو الفضة ويخرج منها ربع العشر.
- بهيمة الأنعام وهي الإبل والغنم بشرط أن ترعى العشب معظم السّنة ومخصّصة للدّر والنّسل.
مصارف الزكاة الأصل في توزيع الزّكاة النّص القرآنيّ:"إنّما الصّدقات للْفقراء والْمساكين والْعاملين عليْها والْمؤلّفة قلوبهمْ وفي الرّقاب والْغارمين وفي سبيل اللّه وابْن السّبيل ۖ فريضةً من اللّه ۗ واللّه عليمٌ حكيم" ويقصد بالصّدقات في الآية الزكاة المفروضة، وأصحابها هم:
- الفقير وهو كل محتاجٍ لا يملك نصف الأشياء الأساسيّة التي يحتاجها الإنسان العاديّ.
- المسكين هو المحتاج ولكن بوضعٍ ماليٍّ أفضل قليلًا من الفقير.
- العاملون عليها وهم الموظفون المعينون من قبل المسؤول لجمع الزكاة وتوزيعها وكل من انخرط في هذا العمل من كتابٍ وحرسٍ وغيرهم.
- المؤلفة قلوبهم وهم الأشراف والأسياد وعلية القوم الذين يطمع في دخولهم الإسلام.
- في الرّقاب: ويقصد به تخليص العبيد من الرّق والعبودية وإطلاق سراح الأسرى.
- الغارمون أي أصحاب الدّيون، التي غرموها في خير ككفالة الناس أو الإصلاح بينهم.
- في سبيل الله: أي الذين يقمون بعملٍ تطوعيٍّ لا يتقاضون عليه الأجر، أو المجاهدين.
- ابن السّبيل وهو المسافر الذي يحتاج المال كي يصل إلى أهله وعجز عن امتلاكه.