يقع جبل الجودي في المحافظة المعروفة باسم محافظة الشرناق، وهذه المحافظة تقع في المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا ( حالياً ) وهو الجبل الذي يقع على مقربة كبيرة من الحدود السورية العراقية. ولهذا الجبل أهمية عالية خاصة عند المسلمين، فهو الجبل الذي يعتقدون بأنّ سفينة نوح رست عليه بعد أن انتهى الطوفان الذي أهلك الله تعالى به قومه الكفرة. وقد وردت كلمة الجودي في القرآن العظيم في سورة هود، وتحديداً في الآية الرابعة والأبعين من هذه السورة الكريمة، فقد قال الله تعالى: " وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ". وقد ذكر هذا الجبل الحسن الهمداني، حيث أورد الهمداني أنّ هذا الجبل كان يسكن من من قبل ربيعة وأن الأكراد هم من يتواجدون إلى الخلف منه، والأرمن هم من يتواجدون خلف الأكراد، كما وذكر أيضاً أن هذا الجبل يقع إلى اليمين من تكريت.
أمّا الجبل الآخر الذي يعتقد أنّ سفينة نوح قد رست عليه، وهو الجبل الذي ورد اسمه في سفر التكوين، فهو جبل آرارات، وهو الجبل الأعلى من بين جبال تركيا ( حالياً )، وهو عبارة عن بركان مطمور بالثلوج الكثيفة. يقع هذا الجبل في المنطقة الشمالية من المنطقة الشرقية من منطقة الأناضول، حيث يقع هذا الجبل الهام في المحافظة المعروفة باسم محافظة أغري، وهو الجبل الذي يبعد عن الحدود مع دولة إيران حوالي 16 كم تقريباً، في الوقت الذي تفصل مسافة تقدر بحوالي 32 كم بينه وبين الحدود الأرمينية ما يقترب من 32 كم تقريباً. يقدر قطر الجبل المعروف باسم جبل آرارات بحوالي الأربعين كيلو متراً تقريباً، أمّا قممه فهناك قمتان لهذا الجبل وهما قمة ماسيس الكبرى والتي يقدّر ارتفاعها بما يزيد على 5 آلاف و100 متر تقريباَ، أمّا القمة الثانية فهي القمة المعروفة باسم قمة ماسيس الصغرى والتي يقدّر ارتفاعها تقريباً بما يزيد على 3 آلا و800 متراً تقريباً. وهذا الجبل له ارتباط كبير وتاريخي بالأرمن، ومن هنا فقد كان هذا الجبل على صلة وثيقة جداَ بقومية الشعب الأرمني. وقد تشكّل هذا الجبل نتيجة لحدوث العديد من الأنشطة البركانيّة على مر الأزمنة والعصور في هذه المنطقة، الأمر الذي سبب ثوران الحمم البركانيّة وبشكل كبير جداً، أمّا النشاط الزلزالي الأخير فقد سجّل في هذه المنطقة في العام 1840 من الميلاد.
المقالات المتعلقة بأين يقع جبل جودي