تقع هضبة الجولان في القارة الآسيوية في منطقة بلاد الشام إلى الجهة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط، وتنحصر الجولان ما بين كل من نهر اليرموك من جهتها الجنوبية، وبين جبل الشيخ من جهتها الشمالية. تتبع الجولان من الناحية الإدارية إلى المحافظة المعروفة باسم القنيطرة بشكل جزئي في الوقت الحالي، وكانت تتبع لها بشكل تام وكامل فيما مضى.
تقع هضبة الجولان بشكل كامل في داخل الأراضي السورية، وفي عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين ميلادية وأثناء الحرب مع الجيش الإسرائيلي تمّ احتلالها من قبل الأخير لتصير جزءاً من الأراضي المحتلة. هذا ويُطلق على الجولان في بعض الأحيان اسم الهضبة السورية.
مساحة الجولانتُقدّر مساحتها بحوالي ألف وثمانمئة كيلو متر مربع تقريباً، أمّا أعلى ارتفاع فيها فيصل إلى حوالي ألفين وثمانمئة متر. تعتبر هضبة الجولان من أجمل الأراضي، فمن جهتها الغربية تطل هذه الهضبة على بحيرة طبريا، ومرج الحولة الواقع في الجليل من الأراضي الفلسطينية، أما من الشرق فهناك ما يعرف باسم وادي الرقاد الآتي من الجهة الشمالية قرب طرنجة، والذي يمتد إلى الجهة الجنوبية إلى نهر اليرموك؛ حيث يُشكّل حداً يفصل بين كلٍّ من ريف دمشق وسهل حوران.
حدود الجولان الشمالية تتشكّل من مجرى وادي سعار عن سفوح ما يعرف باسم جبل الشيخ (حدود الجولان الشمالية)، وأخيراً فإن نهر اليرموك يشكل حدود الجولان الجنوبية والذي يفصل الجولان عن هضبة عجلون الواقعة في شمال المملكة الأردنية الهاشمية. هذا وتبعد هضبة الجولان حوالي خمسين كيلو متراً عن مدينة دمشق، وتمتدّ على مسافة تُقدّر بنحو أربعة وسبعين من شمالها إلى جنوبها، أمّا عرضها فلا يتجاوز حاجز السبعة وعشرين كيلو متر تقريباً.
كلمة الجولان مشتقة لغوياً من أجوال، والّتي تعني البلاد التي يكثر فيها الغبار، وهذا مرتبط إلى حدٍّ بعيد بالرياح التي تهب على الجولان والتي تثير معها الأتربة والأغبرة في نهاية فصل الصيف، ومع بداية فصل الخريف من كل عام. خضعت الجولان على امتداد التاريخ إلى سيطرة العديد من الحضارات التي تعاقبت على المنطقة شأنها كشأن باقي الأراضي الواقعة في بلاد الشام، ومن هؤلاء الأقوام كل من العموريين، والآراميين.
ذُكر أنّ اسم الجولان كان قد ورد في سفر التثنية، وفي سفر يشوع، كما وعرف العرب قبل الإسلام اسم الجولان، حيث اشتهر فيما بينهم على أنه اسم يطلق على جبل يقع في بلاد الشام إلى الشمال من شبه الجزيرة العربية، وقد سيطر عليه العرب والمسلمون بعد دخول الإسلام إلى بلاد الشام، واليوم هضبة الجولان أرض تتبع للجمهورية العربية السورية ولكنّها محتلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
المقالات المتعلقة بأين تقع هضبة الجولان