أين يعيش الجمل

الجمال: والجمل هو الذكر وأنثاه تسمّى الناقة وهي حيواناتٌ ثديّةٌ نباتيّةٌ أليفة سريعة الانقياد من فصيلة الجمليات عرفت واشتهرت في الجزيرة العربية وإفريقيا وشبه القارة الهندية، والجمل هو حيوانٌ ضخم الملامح ذو أرجلٍ طويلةٍ وجسم كبيرٍ وقوي ومنه الجمل ذو السنام الواحد وهو الجمل العربيّ ومنه ذو السنامين ويعيش في آسيا الوسطى، ويتراوح عمر الجمال ما بين ثلاثين وأربعين عاماً وقد ذكر اسمه في القرآن الكريم عدّة مرات.

للجمال قدرة هائلة على التحمّل للحرارة وقلّة المياه وقد عرف الجمل باسم "سفينة الصحراء" وعرف عند العرب باسم "أبو صابر" لقوة صبره وتحمّله للجوع والعطش والحرارة وغيرها من الظروف الصحراوية الحارّة والجافّة، وتستخدم الجمال لنقل الأثقال وغيرها في المناطق التي يتعذّر بها الطرق.

إنّ الجمال خلقها الله تعالى بصورةٍ عجيبة جدّاً وقد أقيمت العديد من البحوث العلمية لاكتشاف هذه الخصائص التي خلقت عليها، فهي ذات أرجل طويلة وقويّة تحملها وتحميها من حرارة رمال الصحراء وتمتاز بخفٍ عريضٍ مسطحٍ يمنعها من الغرق في رمال الصحراء أثناء التنقل وكما لو نظرنا الى أعين الجمال فهي واسعة وذات جمالية كبيرة ولكنها محمية برموشٍ غزيرةٍ وطويلة لتحميها من رمال وغبار الصحراء ويمتاز أنف الجمال رغم كبرها إلا أنها ذات فتحاتٍ صغيرة وقد اكتشف العلم الحديث أنّ الجمال لها خاصيّة فريده بامتصاص الرطوبة من الهواء عن طريق التنفس فسبحان الله الخالق البديع.

لعلّ السبب في القدرة العالية للجمال في التحمّل للعطش والجوع والحرارة تكمن في طبيعة جسمها فلديها القدرة على شرب الماء من البحر فالكلى لديها مصمّمة لتصفية الأملاح من المياه والاستفادة منها وللجمال جلدٌ قويٌّ ذو مساماتٍ ضيقةٍ جداً تمنع التعرق بنسبة كبيرة فتحمي نسبة المياه المخزنة في أجسامها، فالجمل الواحد له القدرة على شرب ما يقارب ثمانية عشر لتراً من الماء فهي تحمل سناماً وهو كمخزنٍ للماء والغذاء يجتر منه متى شاء ذلك، إن العلم وبعد بحوثٍ عدّةٍ استنتج أنّ كريات الدم لدى الجمال هي بيضاويّة الشكل لها قدره على تخزين الماء وتتمدّد لتصبح كرويةً وبهذا الشكل يحتفظ الجمل بمخزون الماء في جسده.

قد تختلف الجمال العربية عن غيرها فهنالك الجمال ذات السنامين وهي تعيش في المناطق الباردة مثل روسيا وتمتاز بسناميها لتخزين الدهون والغذاء حتى تحمي نفسها من البرد القارس، وتمتاز هذه الجمال أيضاً بوبرها الطويل الكثيف وهو أطول بكثير من وبر الجمال العربية.