تقع بحيرة طبريا في الجزء الشماليّ من مجرى نهر الأردن على الحدود السوريّة الفلسطينيّة، وهي واقعةٌ الآن تحت الاحتلال الإسرائيليّ، تنساب المياه إلى البحيرة من جبل الشيخ في سوريا، فتتجمّع هذه المياه في مسيلات متجهةً إلى حوض بحيرة طبريا، ثم لتصبّ فيها، ومن حوض البحيرة وينابيعه تبدأ مسيرة نهر الأردن، يبلغ طول البحيرة حوالي 12كيلومتراً، ويعتبر حوض البحيرة ومجرى نهر الأردن استمراراً لحفرة الانهدام، إذ تنخفض البحيرة نحو 213 متراً عن مستوى سطح البحر، وتُعدّ أخفض بحيرة مياه حلوةٍ في العالم، وثاني أخفض مسطّح مائيّ في العالم، وينحدر نهر الأردن نحو الجنوب ليصبّ في البحر الميت أخفض بقعةٍ في العالم.
وتعتبر مياه بحيرة طبريا المصدر الرئيسيّ لمياه الشرب لإسرائيل، لذلك نفّذت المشاريع الضخمة لجرّ مياه البحيرة، ومياه أعالي نهر الأردن إلى القرى والمدن الإسرائيليّة؛ لتوفير مياه الشرب لهم ولريّ المزارع، ممّا تسبّب ذلك بتناقص مياه بحيرة طبريا، وانخفاض منسوب المياه فيها، ممّا حَرَم الأردنّ من وصول المياه إلى أراضيه، كما أنّ سوريا نفّذت الكثير من السدود المائيّة التي تقلّل من كميّة المياه التي تصل إلى البحيرة، ونصّت اتفاقيّة السّلام التي وقعها الأردن مع إسرائيل على تزويد الأردن بحصّته من مياه طبريا.
بحيرة طبريا ويوم الحشرذكرتْ بعض الروايات أنّ لبحيرة طبريا علاقةً وارتباطاً بيوم الحشر، كعلامةٍ من العلامات الكبرى ليوم القيامة، وتقول إنّ قوم يأجوج ومأجوج يخرجون بأمر من الله عزّ وجل من شمال شرق آسيا، وهم أقوامٌ جياعٌ كثرٌ لا قدرة للمؤمنين عليهم، ويتوجّهون إلى بيت المقدس يقتلون من يخالفهم في طريقهم، وينهبون، ويخرّبون الأراضي التي يمرّون بها، حتى يأتي أوّلهم على بحيرة طبريا فيشربون ماءها كاملاً، حتى يصل آخرهم فلا يجدون في بحيرة طبريا ماءً يشربونه، فيقولون كان هنا ماء، ويصلون إلى بيت المقدس ويحاصرون الحرم القدسيّ ويحاولون هدم قبة الصخرة، فلا يستطيعون، فيصعد المؤمنون إلى جبلٍ للاحتماء منهم، فيصبح المؤمنين في محنةٍ قاسيةٍ، فلا مفرّ ولا طريق أمامهم إلا الموت، فيدعون ربهم بالفرج، ويتضرّعون بالدعاء، فيغيث الله المؤمنين بنزول النبي عيسى -عليه السلام- من السماء فيلتفّ حوله المؤمنون، فيرسل الله على أهل يأجوج ومأجوج مرضاً، فيموتون ميتة روح واحدة، فتمتلئ الأرض بجثثهم، فيطلب النبي عيسى من ربه أن يخلّص الأرض من جثثهم، ويستجيب الله لدعاء النبيّ عيسى، فيرسل طيوراً تحمل هذه الجثث، وترميها في مكان لا يعلمه إلّا الله، ثمّ ينزل مطر يطهّر الأرض من آثارهم، فتصبح الأرض بيضاء طاهرةً استعداداً ليوم الحشر العظيم.
المقالات المتعلقة بأين موقع بحيرة طبريا