أين تهاجر الطيور

هجرة الطيور منذ أن عرف الإنسان الطيور وهو يراها تختفي في الخريف، وتظهر في الربيع لأنّها تهاجر لمسافات بعيدة بدون راحة، وذلك بسبب الظروف المحيطة التي لا تستطيع التعايش معها فتضطر للهجرة مرتين في العام، وأيضاً تحرص الطيور على القيام بكافة خطواتها بدقة متناهية وذلك حتى تتمكن من الوصول إلى هدفها في نفس الوقت الذي تصل فيه كل سنة.

تُعتبر عادة الهجرة عند الطيور من العادات الوراثية، ولكن بعض الأنواع من الطيور تعمل على تلقين فراخها طريق الهجرة حتى تقوم بنقلها إلى الأجيال التي تأتي بعدها، وبالرغم من أنّ الطيور تتعلّم طريقها ذهاباً وإياباً إلا إنّها عندما تكتشف طُرقاً جديدة فإنّها تعمل على تغيير طريق هجرتها، وكذلك تُغير المنطقة التي تُهاجر إليها.

الأسباب

تُهاجر الطيور من المناطق التي يقلّ فيها الطعام حتى تتجنب موتها وذلك خلال فصول معينة من السنة وخاصة في فصل الشتاء فهي تقوم بالانتقال من منطقتها خلال فصل الشتاء إلى الأماكن الدافئة، وعندما يرجع الدفء إلى تلك المناطق فإنها تعود إليها في فصل الربيع، وقد تكون هجرتها بسبب وجودها في مناطق مدارية تمتاز بفصلها الجاف، وفصلها الماطر، فيقل الطعام والماء فيها فتضطر الطيور إلى الهجرة عند بداية الصيف، وتعود بعد انتهائه، وهذه الظروف لا تُؤثر على كافة أنواع الطيور لأن البعض منها يبقى في منطقته، ويستمر في العيش فيها.

الاتجاه

إن اتجاه هجرة غالبية الطيور يكون في الاتجاه الشمالي الجنوبي، وهذا بسبب انعكاس الفصول في نصفي الكرة الأرضية، أي أنّ الطيور التي تُهاجر من الشمال في فصل الخريف تصل إلى الجنوب في فصل الصيف، والعكس صحيح، أي أنّ الطيور الموجودة في الجنوب تُهاجر أثناء فصل الخريف إلى النصف الشمالي عندما يبدأ فيها الصيف، وبعض أنواع الطيور تبقى في المناطق المداريّة، أي ينتقل إلى مناطق دافئة في أوقات البرد، ومن ثم ينتقل من تلك المناطق عندما يحل عليها البرد إلى المناطق الدافئة.

إنّ العديد من أنواع الطيور تُهاجر على نفس المسار الجويّ الذي تستخدمه دائماً مثل أودية الانهار، أو سواحل البحار، ويسمى هذا الطريق الجوي بمجاز الطيران، وفي نقاط معينة على المجازات الجوية تتجمع بعض الطيور لكي تُشاهد أسراب الطيور الضخمة أثناء هجرتها خلال فصلي الربيع والشتاء، ولكن ذلك لا يعني أنّ جميع أنواع الطيور تتبع المجاز الجوي في طيرانها، وذلك لكونها تتبع مسارات جوية مختلفة عن مسارات الطيور الأخرى.