قبل الحديث عن مدينة فاس لا بدّ التعريف بالمملكة المغربية، تقع المملكة المغربية في الزاوية الشمالية الغربية من القارة الأفريقية، وتتميّز دولة المغرب العربي بطول سواحلها البحرية؛ إذ لها سواحل غربيةً على المحيط الأطلسي وسواحل شماليةً على البحرالأبيض المتوسط، وقد كان لهذين البحرين أهميةً كبيرةً على مرّ العصور في مجال التجارة ما بين الشمال والجنوب، كما تتميز دولة المغرب بكثرة أنهارها؛ إذ تنبع جميع هذه الأنهار من مناطق محلية مما يوفر لها الاستقرار من ناحية توفر المياه، ولكون هذه الأنهار تتوزع على جميع الأراضي المغربية تقريباً فقد ساعد ذلك على الاستفادة من مياه هذه الأنهار في تطوير قطاع الزراعة بشكل كبير خاصّة الزراعة المروية.
مدينة فاس المغربيةهي إحدى مدن المملكة المغربية وتقع في أقصى الشمال الشرقي من المملكة المغربية، وتعد مدينة فاس من المدن المغربية القديمة التي تزخر بالمواقع الأثرية القديمة مثل القلاع والقصور التي بنيت بعنايةٍ فائقةٍ وبفنِّ معماريِّ يضمن لها البقاء، ويعود تاريخ إنشاء المدينة إلى القرن الثامن الميلادي زمن الملك إدريس بن عبدالله مؤسس دولة الأدارسة وكان ذلك في عام 798 م، والهدف من بنائها أن تكون عاصمةً لبلاده بسبب ازدحام العاصمة القديمة بالسكان، وقد تمّ اختيار مكان إقامة المدينةِ بعنايةٍ إذ تقع على طرف وادي فاس وسط منطقةٍ سهليةٍ تحيط بها الغابات والحشائش البرية من جميع الجهات، وجلب الملك عائلات من القرى ليعمّروها، كما استقبلت موجاتٍ من هجرة الأندلسيين الذين هاجرو امن بلادهم قسراً.
بعد وفاة الملك إدريس جاء ابنه إدريس بن إدريس وأمر ببناء مدينةٍ مشابهةٍ لمدينة فاس على الضفة الثانية من وادي فاس، وتطوّرت هذه المدينة وانتشر العمران حولها، وتم توحيد المدينتين زمن حكم المرابطون، وأصبحت المدينة قاعدةً حربيةً لجنودهم فانتعشت الحياة فيها وتطوّر العمران بشكلٍ كبيرٍ، وتطورت الزراعة بشكلٍ خاص بسبب توفّر التربة الخصبة في سهولها، كما تطوّرت الصناعات مثل صناعة الخزف بسبب توفر المواد الأولية لهذه الصناعة بالمنطقة.
من العوامل التي ساعدت على تطور المدينة بشكلٍ سريعٍ هو وقوعها على ملتقى الطرق التجارية بين الشرق والغرب، كما كان للتنوع السكانيّ دوراً رئسياً في تطويرالمرافق الإنتاجية في هذه المدينة.
حظيت مدينة فاس باهتمام الحكومات التى تعاقبت على المغرب العربي فبنيت بها المساجد، والفنادق، والقصور، والحدائق، والمرافق التجارية، كما تمّ بناء سور حولها لحمايتها من الأعداء.
تعرّضت دولة المغرب العربي لكثير من الاضطرابات ممّا أفقد مدينة فاس وغيرها بريقها، وتدهورت أوضاعها الاقتصادية، حتى استطاع العلويون السيطرة على البلاد وإقامة دولتهم فعاد الاهتمام بمدينة فاس وبغيرها من المدن.
المقالات المتعلقة بأين تقع مدينة فاس المغربية