أين تقع مدينة عمورية

أين تقع مدينة عمورية

مدينة عمورية

كانت مدينة عموريّة من مدن فريجيا الموجودة في آسيا الصغرى، حيث تم تأسيسها في الفترة الهيلينيّة، وكان عصر ازدهارها هو الإمبراطوري البيزنطي، ولكنّها هُجرت منذ أن قام الخليفة العباسي المعتصم بالله بفتحها سنة 838.

أمّا في الوقت الحاضر فتوجد بقايا لهذه المدينة في منطقةٍ قريبةٍ من قرية حصار كوي الموجودة في في محافظة أفيون في تركيا، ويعتبر إيسوب أشهر أبناء هذه المدينة، وولد سنة 620 ق.م وتوفي في 560 ق.م، وكان مشهوراً بحكايات إيسوب الشهيرة، ومنه جاءت الأسرة الفريجية من أباطرة إمبراطوريّة بيزنطة.

أهميّة مدينة عموريّة

كانت هذه المدينة من أهم مدن إمبراطورية بيزنطة الّتي كانت في الجهة الغربية لآسيا الصغرى (والتي تعرف بالأناضول في الوقت الحاضر)، وكانت هذه المدينة المكان الّذي نشأت فيه السلالة العمورية الّتي حكمت المدينة من عام 205هـ إلى عام 253هـ، وكان أحد أفراد السلالة العمورية الإمبراطو توفيل ميخائيل الّذي قاد جيشاً في معركة عمورية، ويقال أنّ المعتصم عندما جمع جيشه واستعدوا للقتال سألهم فقال:" أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ فقيل: عمورية، لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام، وهي عين النصرانية وبنكها؛ وهي أشرف عندهم من القسطنطينية".

معركة عموريّة

سببها:

حدثت هذه المعركة بين الخلافة العباسيّة والإمبراطوريّة البيزنطيّة، في شهر رمضان من عام 223هـ، وتعتبر هذه المعركة من أهم المعارك الإسلاميّة البيزنطية، وقاد الجيش الإسلامي فيها الخليفة العباسي المعتصم بالله، أمّا الجيش البيزنطي فقاده توفيل بن ميخائيل، وكان سبب المعركة الأساسي هو رد اعتبار امرأةٍ استنجدت بالمعتصم واستغاثت به عندما حاول بيزنطيٌ الاعتداء عليها، فصرخت بعالي الصوت وقالت:" وامعتصماه"، وعندما سمع الخليفة بذلك أمر الجيش بالاستعداد للقتال.

كما كانت هناك أسبابٌ أخرى جعلته يعد الجيش للقتال قبل استنجاد المرأة، ولكن استنجادها سرّع كثيراً في الهجوم، ومن الأسباب الأخرى هو أنّ الإمبراطور توفيل بن ميخائيل كان قبل سنةٍ من المعركة قد هجم على ملطية وزبطرة وخرب فيهما الكثير، وأسر عدداً كبيراً جداً من النساء، وكان هذا وراء غضب المعتصم وقراره بالأخذ بالثأر.

سيرها: قاد المعتصم بالله جيشاً كبيراً جداً وسار به إلى مدينة عمورية، وأرسل واحداً من قادة الجيش هو حيدر بن كاوس والذي يعرف بالأفشين إلى مكانٍ يسمى سروج الواقع في جنوب تركيا، فأعد العدة وجهّز الجيش، واختار القادة والأمراء الّذين عرفوا بمهارة الحرب، وواصل السير حتى وصل نهر اللامس القريب من طرطوس، وكان ذلك في شهر رجب من سنة 223هـ.

قام الخليفة بتقسيم الجيش في سروج إلى قسمين: القسم الأول يقوده الأفشين ويتجه إلى أنقرة، والقسم الثاني يقوده المعتصم، وواصلوا السير حتى وصلوا عمورية، وكان في هذا الوقت الإمبراطور البيزنطي هارباً إلى القسطنطينية، ولم يأتِ إلى عمورية، فأرسل رسولاً يعتذر للمعتصم، فأسره المعتصم وجعله يرى حصار المدينة، وكان الإمبراطور قد بعث بهذا الرسول لينقل للمعتصم أنّ الإمبراطور مستعدٌ لبناء المدينة من جديد وإرجاع الأسرى، لكن المعتصم بالله رفض عرضه وفتح المدينة.

المقالات المتعلقة بأين تقع مدينة عمورية