أول من بنى السجون في الإسلام

في بداية تأسيس الدولة الإسلامية ومن زمن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان المجرمون يُسجنون في المسجد، أو في بيوت مسؤولي الأمن ، أو في الخيام، أو في سراديب ملحقة في البيوت، واستمر الوضع على هذا الشكل زمن الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان.

بعد مبايعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه بالخلافة، كانت رقعة الدولة الإسلامية قد توسعت ولم تعد المساجد أو البيوت أو الخيام مناسبة لسجن هؤلاء لحين البت في جرائمهم وإصدار الأحكام بحقهم ، فأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الخليفة الرابع ببناء بيت يخصص كسجن مراعياً الظروف الإنسانية فيه، وكان هذا البيت في مدينة الكوفة.

ولد أمير المؤمنين رضي الله عنه في الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة، وقد ولد رضي الله عنه داخل الكعبة المشرفة إذ جاء المخاض لأمه فاطمة بنت أسد رضي الله عنها، وهي بجانب الكعبة فألصقت نفسها بجدار الكعبة، وهي تطلب من ربها أن ييسر عليها ولادتها.

لقد كان أبو طالب كثير العيال، وصادف أن أصاب مكة قحط شديد فدعا محمد صلى الله عليه وسلم عمه العباس، بأن يتكفل كل واحد منهم واحداً من أبناء أبي طالب، فأخذ محمد صلى الله عليه وسلم علياً وتكفّل بأمره، وكان رضي الله عنة في سن السادسة من عمره، فتربى علي في بيت النبوة، واعتاد على الكرم، والصدق، والأمانة.

لقد كان رضي الله عنه أول من آمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم من الفتيان، فرافق نبينا الكريم بكل خطوة، وكان رضي الله عنه فطناً ذكياً حكمياً، فكان يحفظ الآيات القرأنية التي تنزل على النبي، كما كان يحفظ الأحاديث التي يقولها النبي فاكتسب رضي الله عنه العلم بتفاصيل الدين، لذلك يعتبر من علماء وفقهاء الصحابة الكرام.

بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه على إثر حدوث فتنة بين المسلمين، بايع أهل المدينة علياً خليفة للمسلمين، وطالبوا بإلقاء القبض على قتلة عثمان والقصاص منهم، إلا أن علياً تباطأ في ذلك لإدراكه ببصيرته بأن الأمر سيؤدي إلى حدوث الفتنة، فأغضب ذلك أقرباء عثمان فخرجوا عليه.

كان رضي الله عنه قد عزل والي الشام معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام، فقاد معاوية المعارضين وحدثت معركة بين الطرفين " معركة الجمل" استطاع فيها علي أن يهزم معاوية، إلا أنه أعاد تجميع جيشه وحصلت معركة صفين، وأثناء هذه المعركة طلب معاوية التحكيم، ووافق الطرفان على نتيجة التحكيم وتوقف القتال.