بدأت فكرة قياس ذكاء الإنسان عام 1905 ميلادي، على يد العالم الفرنسي ألفريد بينيه، وهو من أشهر علماء النفس الفرنسيين، وقد اهتمت وزارة التربية والتعليم الفرنسية بابتكاره كثيراً، بعد أن قام بنشر كتاب بعنوان "دراسة تجريبية في الذكاء"، يُفيد بنيته القيام بوضع مقياس للذكاء، وقد حرصت الوزارة على أن يقوم هذا العالم بتطويره وأوكلت مهمة تطويره إلى تيودور سيمون لمساعدة العالم بينيه، في تطوير ابتكاره هذا.
وُلد ألفريد بينيه في مدينة نيس في فرنسا عام 1857 ميلادي، و توفي عام 1911، و هو صاحب الابتكار الفريد لقياس الذكاء، والذي كان هدفه الأول مساعدة الطلاب الذين يحتاجون لرعاية خاصة، حيث توصل بينيه إلى أن الذكاء يعتمد على عدد من العوامل وهي الفهم، والقدرة على الابتكار، والحُكم على الأمور وكذلك النقد.
قد كان بينيه يُؤمن بأنه يُمكن قياس كل شيء بما فيه مستوى الذكاء عند الإنسان، وقد أحدث هذا الابتكار تحوُلاً مُهماً في علم النفس، إذ إن هذا الابتكار استطاع إثبات أن هناك فرقاً بين الأفراد من حيث وظائف عقولهم.
يهدف هذا الابتكار إلى قياس مستوى الذكاء لدى الطلاب وخاصة أطفال المدارس، لمعرفة المستوى العقلي للطفل، وتقييم إن كان متماشياً مع سنه أم لا، مما ساهم في القدرة على مساعدة أولئك الأطفال الذين يعانون من مستويات ذكاء لا تُناسب أعمارهم، أي أقل من المستوى المطلوب.
نجح الابتكاربعد تطبيقه علي الأطفال في المدارس، و معرفة المستوى العقلي لكل طفل وتمييزه عن الآخر دون الحاجة إلى اختبارات تحريرية أو شفهية، كما أنه ساعد أيضاً في معرفة ذوي العقول السليمة التي تتساوى أعمارهم مع مستوى ذكائهم ومعاملتهم تبعاً لمستوى ذكائهم، أما الطلاب الذين يعانون من ضعف في القدرات العقلية، فقد تمت مساعدتهم، ووضعهم تحت رعاية خاصة لمعالجة هذه المُشكلة في وقت مُبكر.
يُسمي هذا المقياس العالمي الآن بالـ IQ، وقد خضع للتعديل علي يد بعض العلماء في الأعوام التالية لطرحه ونشره عالمياً، حيث تم التعديل الأول في عام 1908، ثم تم إلغاء عدد من الأسئلة الموجودة في الاختبار لأنها لم تكن مفيدة، وقد تم استبدالها بأسئلة أخرى.
أما التعديل الثاني فجاء في السنة التي توفي بها العالم المخترع، ألفريد بينيه، في عام 1911 ميلادي، وفي هذا التعديل تمت إضافة عدد من الأسئلة، مما أتاح إمكانية قياس مستوى ذكاء الأطفال الذين تكون أعمارهم فوق الخمس سنوات.
يتكون مقياس الذكاء من ثلاثين سُؤالاً تختلف في مستوى صعوبتها، حيث يبدأ الاختبار بأسئلة سهلة، ثم متوسطة وصولاً إلى الأسئلة الأكثر صعوبة.
المقالات المتعلقة بأول مبتكر لقياس الذكاء