تميّز الشّاعر أحمد شوقي عن غيره من الشّعراء بأسلوبه الشعريّ القريباً من الواقع والأحداث السياسيّة في الفترة التي كان يعيش فيها، ولم يكن فقط شاعراً سياسيّاً، بل كان أيضاً يكتب الشعر الغزليّ، والذي يستمدُّ أفكارهُ من خياله الشعريّ؛ لأنّهُ كان دائم الاطّلاع والقراءة لكُتُب اللّغة، والأدب، والشّعر، وهناك الكثير من الأعمال والمُؤلّفات الخاصّة فيه، والتي بقيت موضع إعجابٍ ومحلّ تقدير عند الكثير من النّاس، وما زالت أغلب مؤلّفاته تُدرَّسُ في المدارس والجامعات لمُختلف المراحل الدراسيّة.
حياتهيُعتبر أحمد شوقي من أحد أهمّ وأشهر شعراء العصر الحديث، ومن مُؤسِّسي المدرسة الشعريّة في القرنين التّاسع عشر والعشرين للميلاد، وعاش ضمن عائلة تتميّز باختلاط الأصول فيها بين العربيّة، والشركسيّة، والكرديّة، واليونانيّة، ممّا ساهم في بناء شخصيته، وظهور ملامح الذّكاء عليه منذ طفولته.[١] وُلدَ أحمد شوقي في مدينة القاهرة في 16 تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1868م، وعاش ضمن عائلةٍ ثريّةٍ جدّاً، وكان جدّه مُقرّباً إلى الخديوي حاكم مصر، ممّا ساهم في حصول أحمد شوقي لاحقاً على العديد من المُميّزات، خصوصاً عيشه في قصر الخديوي في مُعظم مراحل طفولته، وفي عام 1932م بدأ أحمد شوقي يُعاني من مرض تصلُّب الشّرايين، وبعد مُحاولات عديدة منه لمُقاومة المرض توفي في 14 تشرين الأول (أكتوبر) من العام ذاته، وأدّى خبر وفاة أحمد شوقي إلى انتشار الحُزن في الدّول العربيّة.[٢]
تعليمهحصل أحمد شوقي على علومه الدراسيّة الأولى في الكُتّاب في عُمر الرّابعة، ومن ثمّ أكمل تعليمه في المدرسة الابتدائيّة، ومن ثم المدرسة الثانويّة، وبسبب التفوّق الدراسيّ الذي أظهره في دراسته المدرسيّة اختار أن يدرس التّرجمة، فدرس اللغة الفرنسيّة ليحصل على شهادةٍ فيها، ومنذ مرحلة الدّراسة بدأ أحمد شوقي في نظمِ القصائد الشعريّة، وكان مُعلّمه يُساعده في تصويب الأخطاء اللغويّة والنحويّة في نصوصه، ولقد أخبر مُعلّمه خديوي مصر بجمال القصائد التي يكتبها أحمد شوقي، ممّا ساهم في تعزيز مكانته بشكل أكبر في قصر الخديوي.[٢]
إمارة الشّعربعد أن حصل أحمد شوقي على شهرةٍ شعبيّةٍ كبيرة سواءً في مصر أو في الدّول العربيّة الأُخرى، أصبح يكتبُ القصائد الوطنيّة التي تدعم الثّورات العربيّة، وكان في كلّ مُناسبة وطنيّة يكتب قصيدةً عنها، فصار أحمد شوقي شاعراً شعبيّاً يكتب عن قضايا وهموم العرب، وأثّرت كتاباته وقصائده الشعريّة في النّاس كثيراً، وأصبحت نصوصه الشعريّة مع الوقت من أكثر الأعمال المُؤلَّفة تأثيراً في الأوساط الأدبيّة، ممّا أدّى إلى صدور قرار بعقد مُؤتمر لتكريم أحمد شوقي في القاهرة في عام 1927م، وشارك في المؤتمر الكثير من النّاس من الأدباء والشّعراء، والعديد من الوفود العربيّة التي جاءت من أغلب الدّول، والحشود الغفيرة التي اجتمعت جميعاً من أجل تكريم أحمد شوقي، وأَعلنَ الشّاعر حافظ إبراهيم في المؤتمر عن تنصيب أحمد شوقي أميراً على الشّعر العربيّ.[٢]
أهمّ أعمال أحمد شوقيخلال مَسيرة أحمد شوقي في الأدب العربيّ ألّفَ العديد من المُؤلّفات الشعريّة، والروائيّة، والمسرحيّة، والآتيّ مجموعةٌ من أهمّ أعماله:
الشّعر والنّثر العربيّكتب أحمد شوقي بالتّزامن مع كتابته للشّعر مجموعةً من المسرحيّات والرّوايات الأدبيّة، ووصل عدد المسرحيّات التي كتبها إلى تسع مسرحيّات، وهي:[٤]
أما في الرواية كتب أحمد شوقي بعضاً من الروايات، ومنها: عذراء الهند، والفرعون الأخير.
من قصائد أحمد شوقيتوجد العديد من القصائد الشعريّة المشهورة لأحمد شوقي، والآتي مجموعةٌ من أبيات قصيدة نكبة دمشق، والتي ألقاها في عام 1926م أثناء حفلٍ تمّ تنظيمه من أجل سوريا:[٥]
سلامٌ من صبا بردى أرقُّ
ودمعٌ لا يُكفكفُ يا دمشقُومعذرة اليراعة والقَوافي
جلالُ الرُزءِ عن وصفٍ يَدقُّوذكرى عن خواطرها لقَلبي
إِليكِ تلفت أبداً وخفقُوبي ممّا رمتك به الليالي
جراحاتٌ لها في القلب عُمقُدخلتكِ والأَصيلُ لهُ ائتلاق
ووجهك ضاحك القسمات طَلقُوتحت جنانكِ الأنهارُ تجري
وملءُ رُباكِ أوراقٌ ووُرقُوحولي فتية غُرٌّ صِباحٌ
لهم في الفضل غاياتٌ وسَبقُعلى لهواتهم شعراءُ لسنٌ
وفي أعطافهم خُطباءُ شُدقُرُواةُ قصائدي، فاعجب لشعرٍ
بكُلِّ محلَّةٍ يَرويه خَلقُ المراجعالمقالات المتعلقة بأهم أعمال أحمد شوقي