قناة السويس هي ممر مائي صناعي يربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسّط. أثناء الحملة الفرنسيّة على مصر والتي هدفت إلى قطع طريق المستعمرات البريطانيّة، قامت حكومة (الديركتوا ) الحاكمة آنذاك بإصدار أمرٍ لنابليون بونابرت للشروع في حفر القناة، وأطلق عليها في ذلك الوقت (قناة البحرين)، ولكن لم يتم حفر القناة لعدّة عوامل منها: رفض فرنسا لشروط محمّد علي والتي تنص على استقلال مصر وحيادية القناة في حال حفرها، والتمويل الكامل للحفر من خزينة مصر، وأيضا من تلك العوامل فشل الحملة الفرنسيّة على مصر وعودة بونابرت إلى بلاده.
بعد سقوط إمبراطورية نابليون، جاء (ديلسيبس) إلى مصر والتقى بخديوي مصر آنذاك (سعيد باشا)، وعرض عليه موضوع حفر القناة، وافق الخديوي على المشروع دون تردّد، وقام المهندس الفرنسي (فوزان بك) بالإشراف على تفاصيل عملية الحفر، بعد أن عهد إليه ديلسيبس منصب رئيس مهندسي قناة السويس .
شارك بحفر قناة السويس نحو المليون مصري من الفلّاحين الّذين شقوا القناة وسط الصحراء، تحت جوٍّ من الذل والإهانة والمرض والقمع الّذي مورس ضدّهم لإتمام الحفر الذي دام ثلاثة عشر عاماً.
أهميّة قناة السويس الاقتصاديّة - تكمن أهميّة قناة السويس بتمكينها الآلاف من السفن بعبورها، وخاصّةً تلك السفن القادمة من أوروبا وأميركا باتجاه المحيط الهندي، الّذي كانت تسلك للوصول إليه الطرق الطويلة، وبذلك تكون القناة قد وفّرت الكثير من الوقت والتكاليف التي كانت ستنفقها بالإبحار في الطريق الطويلة، بالإضافة لتيسير الوقت والتكاليف للسفن القادمة من البلاد العربيّة وقارّة آسيا، والمتجهة إلى أوروبا والقارة الأميركية.
- أمّمت قناة السويس في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فأنعشت حركة الملاحة في القناة الاقتصاد المصري، خاصّةً أنها ملكٌ للدولة، وحركة الملاحة تلك تعود بالنفع على باقي القطاعات في البلاد، كالقطاع السياحي .
- ساهم وجود القناة بازدهار التجارة بين الدول، وساهمت بارتقاء نسبة المعيشة بين الشعوب، وذلك عن طريق اختصارها لحركة الملاحة بين الغرب والشرق والعكس، ويتّضح أمر أهميّة القناة بالنسبة للغرب، ما تعرضت له الدول الغربية من أزمات جراء إغلاق القناة إبّان العدوان الثلاثي على مصر؛ حيث أغلقت القناة لمدّة خمسة أشهر ونصف، ممّا أدى إلى تأخير 50 مليون طن من البضائع، عدا عن حدوث النقص الكبير في مادة البترول في أسواق الغرب، وانخفاض احتياطيات تلك الدول من الذهب والعملات الصعبة، وتأثر سوق الأوراق المالية في تلك الدول بسبب انخفاض بعض الصناعات الحيويّة فيها بشكل لافت، ممّا أدى إلى ارتفاع أسعار السلع بشكل كبير، وبالتالي ارتفاع نفقات المعيشة، والتسبّب بحدوث أزمات خطيرة في تلك الدول، ونتيجةً لهذا أسرعت المملكة المتحدة بتطهير القناة، وإعادة حركة الملاحة الطبيعيّة عبرها، خوفا من تحوّل تلك الأزمات إلى كارثة اقتصاديّة على صعيد العالم .