أهمية الاستماع

أهمية الاستماع

من صفات البشر التّي فطرهم الله تعالى عليها أنّهم يتحاورون فيما بينهم، ويستمعون إلى بعضهم البعض، فالاستماع هو مظهرٌ من مظاهر السّلوك الإنساني الفطري؛ حيث يقوم الإنسان بالإصغاء إلى من يحدّثه، أو يقوم بالاستماع إلى نداءٍ معيّن أو كلمةٍ أو خطبةٍ أو غير ذلك، وهناك من اللّغويّين من فرّق بين السّماع والاستماع؛ فالسّماع هو أقلّ من الاستماع، فالسّماع هو أنّ تتلقّى أذنك الأصوات من دون أن تدركها بالضّرورة أو كما يقال تمرّ مرور الكرام، بينما نرى الاستماع هو أن تقبل على الاستماع إلى الكلام بتعقّل وتروّي وتحليل وتفكّر .

 

أهميّة الاستماع

إنّ أهميّة الاستماع كبيرة بلا شكّ وتتمثّل في أمورٍ عدّة نذكر منها:

  • الاستماع هو المرحلة الأولى من مراحل الإدراك العقلي؛ فالإنسان حين يريد معرفة مسألة من المسائل العلميّة فإنّه يستمع إليها، ثمّ يقوم بتحليلها، ومن ثمّ إدراكها، فالعالم والمتعلّم يعتمدون دائمًا على أسلوب الاستماع فيما بينهم ضمن منهج العمليّة التّعليميّة، وإنّ العمليّة التّعليميّة التي تفتقر إلى الاستماع هي بلا شكّ عملية ناقصة لا تحقّق نتائجها المرجوّة .
  • الاستماع هو من آداب الحوار ومقوّمات نجاحه؛ فالحوار الهادف البنّاء لا بدّ وأن يرتكز على عنصر الاستماع؛ حيث يقوم كلٌّ من المتحاورين بالاستماع إلى بعضهم البعض من أجل الالتقاء على هدفٍ مشترك، وإنّ الحوار الذي يفتقد إلى الاستماع وترى كلّ طرفٍ فيه يتكلّم من دون أن يستمع إلى محاوره هو حوار عقيم لا يحقّق نتائجه ويسمّى كذلك بحوار الطّرشان.
  • الاستماع هو دأب المتّقين والصّالحين من أجل الوصول إلى الحقّ والصّواب، لذلك وصف الله تعالى المتّقين في كتابه العزيز بقوله ( الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه)؛ فالإنسان الّذي يسعى إلى الكمال والحقّ والحقيقة ينشدها دائمًا من خلال الاستماع إلى مختلف الآراء من جميع من يظنّ أنّه عنده الحقيقة أو الصّواب.
  • الاستماع هو وسيلة لتسلية القلب والتّرويح عنه من خلال الاستماع إلى الأصوات الحسنة التي تشدو وتغنّي بما أحلّه الله تعالى من الكلام.
  • الاستماع هو وسيلة لشحذ الهمم والنّفوس؛ فالقائد الذي يريد أن يخطب في رعيّته وجنده من أجل أن يحثّهم ويحفّزهم على القتال يطلب منهم أن يرعوه أسماعهم من أجل أن تصل رسالة خطبته.
  • أخيرًا، إنّ عدم الاستماع هو نوعٌ من أنواع الغفلة أعاذنا الله تعالى منها، قال تعالى (أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون، إن هم إلّا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) صدق الله العظيم .

 

المقالات المتعلقة بأهمية الاستماع