الجمل أقوى الحيوانات ذاكرة بعد العديد من الدراسات والأبحاث التي قامت لاكتشاف قوة ذاكرة الحيوانات على اختلاف أنواعها، بهدف البحث عن أي منها هي ذات الذاكرة الأقوى والأكثر قدرة على تخزين المعلومات واسترجاعها عن احتياجها، وجد الباحثون والعلماء ضالتهم، حيث أثبتت هذه الدراسات أنّ الجمال على اختلاف أنواعها هي الأقوى ذاكرة من بين باقي أنواع الحيوانات، وهنا جاء التفسير المنطقي لاعتماد العرب من القدم على الجمال بشكل واسع في إنجاز مهام حياتهم اليومية، سواء للترحال والسفر أو انتقال القوافل التجاريّة من منطقة إلى أخرى.
دلائل على قوة ذاكرة الجمال قد يعتقد البعض بأن اكتشاف قوة ذاكرة الجمل تعود لفترة وجيزة مع تقدم الدراسات والأبحاث التي قامت في هذا المجال، إلا أن العرب وسكان البدو اكتشفوا هذه الخاصية في الجمال منذ العصور القديمة بناءً على ملاحظة تصرفات الجمال التي تدل على هذا الأمر، ومن هذه الدلائل:
- تمتلك الجمال قدرة كبيرة على تذكر الطريق التي سارت فيها ولو لمرة واحدة، والسير فيها دون أي توجيهات من راعيها أو راكبها، حيث كان الرعاة وراكبو الأجمال يستغرقون في النوم على ظهرها تاركينها دون توجيه أو قيادة لعلمهم بقدرتها على سلك الطريق وتذكّر معالمه دون مساعدة.
- تستطيع الجمال تمييز صاحبها والتعرّف عليه بمجرد سماع صوته دون الحاجة لرؤية ملامحه من أجل تذكّره، فإن ناداه راعي الجمال على جماله التي ترعى مع مجموعات أخرى من الجمال تتوجّه جميع جماله نحو مصدر الصوت دون غيرها من الجمال حتى تجتمع كلّها حوله.
- تتذكر الجمال مناطق الشرب الخاصّة بها، حيث يمكن لها أن تتوجّه نحو الآبار والينابيع التي اعتادت على الشرب منها، دون أن تختلط بينها وغيرها من آبار المياه المحيطة بها، إذ كان العرب يستعينون بالجمال لإيصالهم إلى أماكن مياه الشرب.
- يمكن للجمال أن تتذكّر المنطقة التي ولدت وتربّت فيها حتى لو مرّ على ذلك العديد من السنين، ففي كثير من الأحيان التي كان يفصل فيها صغير الجمل عن أمه وانتقاله إلى منطقة أخرى سواء للتجارة أو بسبب بيعه، فإنّ صغير الجمل سرعان ما يلوذ بالفرار من مجموعته متوجهاً نحو المنطقة التي ولد فيها بحثاً عن أمه، كما أنّ الأم تقوم بنفس السلوك في حال أبعدت عنه، وفي الحالات التي كان يضيع فيها صغير الجمل عن أمه، كان كلاهما يعود للمنطقة التي ولدته فيها ليلتقى هناك.
- لا تقوم الجمال الإناث بإدرار الحليب إلا لصغارها دون غيرهم، ويستعين الرعاة بهذه الخاصيّة في الجمال عند حلبها، حيث يقربون صغارها منها حتى تقوم بإدرار أكبر كمية من الحليب.