يعتبر أغلب الناس أنّ الحكم على جودة الحمية الغذائية أمرٌ صعبٌ، ويصعب عليهم تحديد ما إذا كانت هذه الحِمية أو تلك مناسبةً لهم دون غيرها من الحِميات الغذائية، وهناك كمٌّ هائل من الحِميات الغذائية التي يُمكن الوصول إليها عن طريق شبكة الإنترنت. لا بُدّ من وجود إرشادات عامّة يُمكن باتّباعها تمييز الحمية الجيدة من السيئة، وذلك بدلاً من أن تُضيّع الوقت والجهد بتجربةِ الحميات المختلفة عشوائياً للوصول إلى حمية جيدة، لذلك سيتمّ توضيح كيفيّة الحكم على الحمية الغذائية في هذا المقال لتسهيل الاختيار.
أفضل حمية غذائيةعادةً ما يَحكم الناس على الحمية الغذائية بأنها جيّدة أو سيئة بناءً على عاملي " مقدار الوزن المفقود" و"سرعة فقدان الوزن"، ولكن في الحقيقة إنّ هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في الحكم على جودة الحمية الغذائية؛ حيث إنّ عامل " مقدار الوزن المفقود" لا يعني الكثير بسبب الاستعادة السريعة لهذا الوزن، والتي تبدأ في اليوم التالي الذي يلي انتهاء الحمية الغذائية.
أمّا عامل "سرعة فقدان الوزن" فهو أيضاً لا يدلّ على جودة برنامج الحمية الغذائية؛ حيث قد تتسبّب الخسارة السريعة في الوزن بآثار وأعراض جانبية ضارة بالصحة، وهي تشمل في العادة دوخة وتعب وشحوب في الوجه، وفي أحيان أخرى قد تتعدّى ذلك إلى الإصابة بفقر الدم والتأثير على خصوبة الشخص (القدرة على الحمل مستقبلاً)، وترقّق العظام وقلة كثافتها، بالإضافة إلى زيادة احتماليّة إضعاف عضلة القلب وإصابتها بالوهن والهُزال.
ممّا سبق تجد أنّ الحُكم على الحمية الغذائية بأنها الأفضل أو - على الأقل - بأنها جيدة، يتم من خلال عاملين آخرين إضافيين، وأولهما أن الحمية الغذائية الفُضلى تُحافظ على الوزن المفقود دون عودة، حيث إنّها تجعل الشخص يخسر الوزن الزائد كله وبالتالي يصل إلى وزنه المثالي، ومن ثمّ تحافظ على الوزن المفقود دون عودة، فهي دائمة.
والعامل الآخر هو أن تكون الحمية صحيّة ولا تؤثر سلباً على جسم الشخص، فيكون هناك توازن بين الاهتمام بسرعة فقدان الوزن وبين المحافظة على سلامة الجسم أثناء ذلك، لذلك تكون الحمية الجيّدة متوسّطة السرعة عندما يتعلّق الأمر بسرعة فقدان الوزن؛ فهي لا تكون سريعة جداً؛ بحيث تتسبّب بالأعراض الجانبية التي سبق ذكرها، ولا تكون بطيئةً بحيث لا يُلاحظ الشخص أنّه يخسر الوزن أصلاً، فهي صحية وأقرب إلى الاتزان.
الحمية الغذائية المتوازنةيُفضِّل خبراء التّغذية الحميات الغذائية المتوازنة والصحية، وينصحون الجميع باتباعها سواءً لمن يُعاني من الوزن الزائد، ولمن يتمتع بوزن مثالي، ويكون اتباع الحمية من خلال تناول حِصص متوازنة ومدروسة من كلّ المجموعات الغذائية، فلا يتمّ حرمان الشّخص من أيّ طعام سواءً كان خُبزاً أو سُكراً أو غير ذلك - على عكس أغلب الحميات الأخرى - ولكن يتمّ تناول تلك الحصص بشكل مدروس ومُتّزن دون إسراف.
إن وجدت حميةً غذائيّةً على شبكة الإنترنت تستطيع الحكم عليها بأنّها حمية جيّدة أي بأنها متوازنة وصحية، فعندها يُمكنك اتّباعها دون خوف من أيّة آثار جانبية ضارة، أو يُمكنك أن تتّبع حميتك الغذائية الخاصّة التي تناسبك وتناسب أسلوبك في الحياة وتتوافق مع مزاجك في تناول الطعام فتتجنّب ما تكره من الأطعمة وتتناول ما تفضّله.
يجب أن تتّبع حميةً مناسبة ومريحة، تستطيع أن تستمر عليها بشكل دائم ولسنوات طويلة دون أن تشعر أنك تتّبع حميةً غذائية أصلاً، ودون أن تشعر بالحرمان أو أن تشعر أنك تريد إنهاءها والعودة إلى ما كنت عليه وبالتالي تُرجع وزنك الزائد المفقود وربما أكثر. تكمن الفكرة بإيجاد حمية تكون عبارة عن "أسلوب حياة" مريح ترغب بالاستمرار فيه وهو يساعدك على خسارة الوزن أولاً وثم الحفاظ عليه و الحفاظ على صحة بدنية جيدة تقل فيها نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة مثل: السكر، والضغط، والكولسترول وغيرها، وذلك بدلاً من إيجاد حمية غذائية تكون فقط عبارة عن " برنامج لنظام غذائي".
تغييرات صغيرةيُمكنك أن تتّبع حميةً غذائية مشابهة إلى حد كبير للحمية الغذائية التي تتبعها في الوقت الحالي؛ حيث إنّ أي تغيير بسيط في الحمية الغذائية يؤثر على الوزن وعلى الصحة، فتقليل السعرات الحرارية المتناولة في اليوم الواحد سيؤدّي إلى تغيير معقول في الوزن والصحّة مع المدة أي خلال عدّة أسابيع أو شهور، فلا داعي من أن تتناول طعاماً مختلفاً عن طعام باقي العائلة في منزلك وتشعر بالعزلة أو بالحرمان ممّا تحب أكله.
من الأمور التي يمكنك تغييرها دون حرمان نفسك كلياً من الأطعمة والأطباق التي تحبها:
قد لا تُلاحظ أيّ فرقٍ يُذكر سواء في الوزن أو في الصحة إذا اتّبعت أحد هذه الأمور دون الباقي، ولكن للحصول على أفضل نتيجةٍ يجب اتّباع كلّ ما سبق بشكل دائم؛ حيث إنّ النتيجة ستبدأ بالظهور بعد عدة أسابيع ولكنها ستكون نتيجةً دائمةً ويسهل المحافظة عليها.
حميات غذائية متنوّعةوهي أيضاً حميات مريحة تستطيع أن تتبعها لسنوات دون الشعور بالحرمان على عكس الحميات الأخرى التي تسوق على شبكة الإنترنت:
المقالات المتعلقة بأفضل رجيم للتخسيس