حفظ الدروس من النعم التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان، أن منحه العقل الذي ميزه به عن غيره من المخلوقات، وقدرة هذا العقل على تخزين وحفظ كم هائل من المعلومات والأحداث التي تمر معه في حياته اليومية، فلولا وجود هذه القدرة لما استطاع الإنسان من القيام بأي عمل، وذلك لأنه يصاب بحالة من النسيان لكل ما يتعلق بمجريات حياته، وهذه القدرة أكثر ما يحتاج لها الطلبة في العملية التدريسية، وذلك لكي يتمكنوا من القيام بحفظ دروسهم وواجباتهم، لكن هناك تفاوت واختلاف في القدرات العقلية بين هؤلاء الطلبة، فمنهم من يتمتع بقدرة عالية على الحفظ، ولمجرد قراءة الدرس لمرة واحدة، ومنهم من لا يمتلك هذه القدرة، ويحتاجون إلى أوقات أطول ليتمكنوا من عملية الحفظ.
طرق حفظ الدروس لكي يستطيع الطالب الحفظ بطرق أسهل أسرع، والتي تمكنه في الحصول على تحصيل علمي أكبر في العملية الدراسية، يجب عليه القيام بالعديد من الطرق التي تسهل عليه هذه المهمة وهي:
- يجب على كل طالب أن يقيس مدى قدرته على الحفظ، ويستطيع الطلبة القيام بمعرفة ذلك، من خلال العديد من التطبيقات والاختبارات الموجودة على الوسائل التكنولوجيا الحديثة كالإنترنت، وعند القيام بهذه الاختبارات يجب على الطالب أن يبقى متابعاً لعملية الحفظ، والمدة الزمنية التي يستغرقها في هذه العملية، وكم من الوقت تبقى المعلومات التي تم حفظها مخزنة في الذاكرة، من أجل معرفة مستواه في عملية الحفظ، والعمل على زيادة معدله في الحالات التي يكون فيها ضعيفاً.
- يجب أن يضع الطالب في حسابه أنه قادر على الحفظ، وأنه سوف يتذكر المعلومات التي سيتم تخزينها في العقل، فعند القيام بالتفكير بهذه الطريقة، تكون بمثابة رسالة يتم إرسالها إلى العقل الباطن لهذا الطالب، بأنه سوف يحفظ ويتذكر ولن ينسى أي معلومة مهما كانت.
- معرفة الطالب لأفضل طريقة تناسبه عند القيام بعملية الحفظ، وتكون الطريقة الفعالة والسريعة في إدخال المعلومات للعقل وتخزينها بشكل جيد ولا يتم نسيانها أبداً، فهناك أشخاص يحفظون دروسهم عندما يمشون لمدة معينة، وطلبة آخرون تناسبهم وضعية الجلوس، وفئة أخرى يحفظون بصوت مرتفع، وطلبة آخرون يحفظون بصوت منخفض وبهمس، والبعض الآخر يلجئون إلى طريقة تدوين المعلومات وكتابها بعد حفظها لترسيخها وعدم نسيانها.
- كل طالب يعرف الوقت والمكان الذي يناسبه عند قيامه بعملية الحفظ، لذلك يجب عليه أن يختار الزمان والمكان الملائم له، والذي يشعر به بقدرة عالية على التركيز والحفظ ويكون مهيئاً من جميع النواحي سواء النفسية والعقلية للحفظ، وتجنب الحفظ في الأوقات والأمكنة التي يسودها الفوضى والإزعاج، لأن ذلك يؤثر على طريقة الحفظ الفعالة.