ضعف الحب بين الابنة وأمها تتأثر الابنة بوالدتها في جميع مراحل حياتها، فنراها منذ أن كانت صغيرة تقلّد والدتها في كلّ شيء؛ في طريقة الكلام وفي الحركات وفي طريقة الجلوس والأكل وحتى تحاول تقليدها في طريقة اللباس، فالطفلة ترى في والدتها حلمها المستقبلي وقدوتها التي تتمنى أن تصبح مثلها، ففي العلاقة الطبيعية يجب أن يكون هناك جوٌ من الألفة والمحبة بين هذه الأم وابنتها بل تحاول الأم التقرّب من هذه الابنة من أجل الوصول إلى ما في داخلها، ولكن قد تصيب هذه العلاقة بعض الفتور والتوتر، فما الأسباب وراء هذا الفتور؟؟ وكيف يمكن للأم أن تعالجه لتحافظ على ابنتها وتكسبها في صفها.
الأسباب
- الفارق العمري: عندما يكون هناك فارقاً عمرياً كبيراً بين الأم وابنتها فإنّ لغة التفاهم فيما بينهما تنعدم؛ لأنّ كلاً منهما في فترةٍ لا يسع الأخرى أن تستوعبها، فلا تتقبل الأم تصرفات ابنتها وتريد منها أن تتصرّف بشكلٍ أفضل وأركز، ولا تستطيع الابنة أن تتحمّل تصرفات الأم الراكزة جداً والجامدة.
- ثقافة الأم: فغالباً الأمهات يرغبن بتربية بناتهن كما تربين هن، وهذا غير صالح؛ لأنّ كل زمان له متطلباتٌ وله معاييرٌ تختلف عن الزمان الذي قبله، فتبدأ الابنة بالنفور من أمها، وتبدأ الأم تضيق من تصرفات ابنتها، حيث تقارنها بتصرفاتها هي عندما كانت في نفس عمر الابنة.
- انشغال الأم: فخروج الأم للعمل يجعل وقتها ضيقاً جداً ما بين الوقت الذي تقضيه في الخارج والوقت الذي تقضيه في البيت، ففي البيت تكون مشغولةً بتحضير واجبات الأسرةِ وترتيب المنزل والتحضير لليوم التالي.
نصائح لحل المشكلة
- محاولة الأم التقرّب من ابنتها بتعلّم لغتها والأشياء المفضّلة لديها، فلا يجب أن تترك الابنة وحدها دون توجيه، وعندما تتقرّب الأم من ابنتها لتتحول إلى صديقتها؛ فإنها بذلك تكون مطلعة على كل ما يدور في حياة ابنتها لتحميها وتتدخل في الوقت المناسب.
- أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في تربية الأبناء لزمان غير زمان الوالدين، وهذا فيه دلالةٌ واضحةٌ على اختلاف بعض الأمور بين الأزمان، لذلك على الأم تقبّل هذه الفكرة وأن لا تقارن ابنتها بنفسها.
- على الأم تخصيص جزء يوميّ أو كل فترة لتجلس مع ابنتها وتتحدث إليها وتشعرها بأهميتها وبحبّها فهذا من شأنه زيادة قوة العلاقة بينهما.
- على الأم التذكر دائماً بأنّ هذه الابنة أمانة في عنقها، ويجب المحافظة عليها؛ لأنّ الله عز وجل سيسألها عنها وعن ما فعلت معها، فلتتقِ الله كل أمٍ في ابنتها.