أيد الله سبحانه وتعالى هذا الدين برجال كانوا عنواناً للبطولة، ورمزاً للشجاعة، ومثالاً في الأخلاق الكريمة والخصال الحميدة، ومن بين هؤلاء الرجال كان الفاروق عمر رضي الله عنه الذي حفلت مسيرة حياته بكثير من الأحداث والمواقف التي دلت على شخصية عظيمة وقائد فذ، واستطاع خلال فترة حكمه التي امتدت عشر سنوات أن يوطد أركان الدولة الإسلامية، ويوسع رقعة انتشارها شرقاً وغرباً.
أخلاق وصفات عمر بن الخطاب القوة في الحقأظهر الفاروق عمر رضي الله عنه قوته في الحق أول مرة حينما شرح الله صدره للإسلام وآمن بالدعوة، فرفض الفاروق أن يبقى المسلمون متخفين عن أعين الناس، وحثّ المسلمون على أن يجهروا بإسلامهم ودعوتهم ولسان حاله ومقاله لماذا نعطي الدنية في ديننا.
التواضع الجمكان عمر رضي الله عنها متواضعاً على الرغم من أنّه أمير للمسلمين، وظهر تواضعه في كثير من المواقف حيث حدّث عروة بن الزبير أنّه رأى عمر مرة يحمل قربة ماء على كتفه، فقال له ما ينبغي لك أن تفعل هذا يا أمير المؤمنين، فقال، لقد جاءتني الوفود سامعين طائعين فدخلت نفسي نخوة فأردت أن أكسرها.
الورع والتقوىكان للفاروق رضي الله عنه مواقف كثيرة دلت على خشيته الشديدة من الله وورعه، ومن هذه المواقف أنّه مرض يوماً فأراد أن يستشفي بعسل كان موجوداً في بيت مال المسلمين أتى به من البلاد المفتوحة، فوقف عمر على منبر المسجد وخطب بالناس يستأذنهم في أكل العسل مبيناً أنّه حرام عليه إذا هم رفضوا أن يأكل منه، فبكى الناس لذلك وأذنوا له حباً وكرامة، كما كان عمر رضي الله عنه شديد الخوف من الموت لما بعده من الحساب واتخذ خاتماً مكتوباً عليه كفى بالموت واعظاً يا عمر، ومن كلماته التي دلت على ورعه أيضا قوله يا ليتني أخرج منها كفافاً لا لي ولا علي.
الوقوف عند حدود اللهوقف عمر رضي الله عنه يوما على المنبر وأراد أن يحدّد مقداراً معيناً لمهور النساء، فوقفت امرأة تتلو قوله تعالى: (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) [النساء: 20] فأدرك عمر رضي الله عنه أنّه أخطأ في ذلك فقال أصابت امرأة وأخطأ عمر.
القيادة والحكمةكان عمر رضي الله عنه يدرك معادن الرجال، وينزلهم منازلهم، ومثال على ذلك اختياره للنعمان بن مقرن المزني وتوسمه فيه ليكون قائد جيوش المسلمين لفتح حصن نهاوند، وكان ذلك نعم الاختيار حينما تمكن النعمان بجيشه من فتح حصون نهاوند.
المقالات المتعلقة بأخلاق وصفات عمر بن الخطاب